وقف المئات من سكان مدينة الونزة، بولاية تبسة، أول أمس، وقفة تضامنية واحتجاجية، إضافة إلى مسيرة قصيرة المسافة، قرب منزل الطفل المفقود، محمد باسط، البالغ 15 سنة، الذي اختفى عن الأنظار، منذ قرابة الأسبوع. قضى العشرات من الأشخاص ساعات الليل والنهار كاملة، بحثا عن الطفل بمختلف الأماكن، خاصة الجبلية والغابية المحيطة بالمدينة المنجمية، لعلهم يجدون أثرا للضحية، الذي يعاني من مرض الصرع، الذي يفاجئه باستمرار ولا يستطيع البقاء يوما كاملا، من دون دواء فما بالك بأسبوع. المحتجون، الذين تنقلوا راجلين من كافة أنحاء المدينة، إلى حي المنصوري، حيث تقيم عائلة محمد باسط، نظموا الوقفة التضامنية، قرب عمارة المنزل، وهم يحملون شعارات، تؤكد أنهم جميعا يعيشون ساعاتهم من أجل محمد باسط، مناشدين الجهات المعنية خاصة الأمنية منها، تسخير كل الإمكانات المادية والبشرية، للعثور على الطفل، الذي يبقى غيابه لغزا محيرا، وهو لا يختلف عن باقي أطفال الجزائر، الذين اختفوا في ظروف غامضة، وأخرجت من أجلهم الكلاب البوليسية المدربة والفرق المتدربة والخاصة. في حين تبقى الإمكانات المسخرة، من أجل محمد باسط، حسب عائلته والمحتجين، ضعيفة جدا، فحتى الكلاب المدربة لم تستعمل مثل ما أكده المحتجون. وفي زيارة قادت "الشروق" إلى بيت عائلة المفقود، لاحظنا الحزن الكبير المخيم على أفرادها، خاصة من طرف الأم، فلا أكل ولا شرب، ولا نوم، والكل يتحرك ويتكلم عن محمد، وقد ذكرت الأم، في روايتها ل "الشروق اليومي"، ظروف اختفائه، فقالت: "خرج برفقتي إلى منزل أحد الأقارب بالمدينة، وأثناء عودتنا كان يسير أحيانا بجواري وأحيانا أخرى يتخلف قليلا، وبأحد مفترقات الشوارع التفت، في كل الاتجاهات، فلم أعثر عليه، بقيت مدة زمنية، وأنا أنادي وأصيح، لعله يعود أو يسمع صوتي، لكن لا حياة لمن تنادي". ولم يفوت ناشطون من المجتمع المدني زيارة أفراد الأسرة، مؤكدين لهم دعمهم المطلق إلى غاية العثور على الطفل.