أخلطت الهجمات الإرهابية، التي ضربت عاصمة الجن والملائكة، أول أمس، حسابات العديد من الجزائريين، الذين حجزوا لقضاء ليلة رأس السنة في أجواء "برج إيفل" و"الشانزيليزيه". فباريس العاصمة تتصدر قائمة المناطق المطلوبة لدى الجزائريين لتمضية احتفال نهاية السنة. فكثير من الجزائريين حجزوا خلال الأيام الماضية مقاعد في باريس، هربا من ضغط الساعات الأخيرة. وكانت معظم الوكالات السياحية قد أطلقت عروضها على الراغبين في قضاء "الريفيون" خارج الوطن، فأطلقت عروضا ضخمة ستحتضنها بالخصوص العاصمة الفرنسية، باعتبارها تضم النسبة الأكبر من الجالية الجزائرية، كما ضبط التجار عقارب ساعاتهم على عروض "الصولد" كل نهاية سنة بفرنسا، لإعادة بيعها في السوق المحلية. إلا أن الهجمات الإرهابية أحدثت حالة هلع ورعب بالجزائر، وجعلت الكثير يفكرون في إعادة ترتيب برنامجهم الخاص بقضاء ليلة رأس السنة الميلادية، فيما غير البعض الآخر وجهاتهم. السيدة "نورة. ج"، قالت ل "الشروق" إنها ألغت أمس حجزا لها رفقة زوجها باتجاه باريس، بعدما سجلت لدى وكالة سياحية قبل أيام، وتتخوف محدثتنا من إقدام فرنسا على اتخاذ إجراءات مشددة ضد المسلمين، "وهو ما لا نريد أن نصطدم به في ليلة رأس السنة. أفكر في تغيير وجهتي نحو العاصمة التركية إسطنبول". وفي الموضوع، توقع رئيس الجمعية الوطنية للوكالات السياحية، إلياس سنوسي ل "الشروق"، تذبذبا في عدد الحجوزات التي كان من المفروض أن تعرفها الوكالات السياحية عبر التراب الوطني، حيث قال: "أنا متيقن تماما من انخفاض عدد الحجوزات التي كانت تحصيها الوكالات السياحية، خاصة بعد القرارات التي أصدرها الرئيس الفرنسي المتعلقة بغلق الحدود ووقف منح تأشيرة شنغن" لكنه استدرك: "... الأمر لن يستمر على حاله، هي مجرد إجراءات مؤقتة، لذا من السابق لأوانه إحصاء الحجوزات الملغاة والحديث عن تغيير وجهات الجزائريين الذين اختاروا باريس للاحتفال ب "الريفيون". وفي السياق ذاته، كشف رئيس الفدرالية الوطنية للوكالات السياحية، نجاح بوجنوة، عن عقد اجتماع رسمي طارئ أمس للنظر في هذه المسألة بعد تفجيرات باريس، مؤكدا تنظيم ملتقى وطني منتصف الشهر المقبل، بحضور وزير السياحة للوقوف على الوضع الحالي والتطرق إلى عمل وبرامج الوكالات السياحية.