انتفض الأحد زهاء 150 شاب بحاسي مسعود بورقلة، في أجواء مشحونة قبل أن ينظموا مسيرة سلمية، باتجاه مستشفى المدينة بعد مقتل الشاب "ح.إلياس" 20 سنة، طالب جامعي، على يد شاب آخر بطعنة سلاح أبيض بسبب "مفرقعة"، حيث توفي الضحية، وهو في طريقه إلى مستشفى محمد بوضياف بورقلة. خرج العشرات من شباب عاصمة النفط إلى الشارع احتجاجا على مقتل الشاب إلياس، نظرا لانعدام عون الإنعاش والتخدير في مستشفى دائرة تمثل عصب الاقتصاد في الجزائر وتضم مئات الشركات الوطنية والأجنبية. ورفع المحتجون شعارات كتب عليها "حياتنا في خطر"، "نريد مقابلة الوالي"، "لن نسكت عن الموت الذي يلاحقنا جميعا"، وغيرها من الشعارات التي تندد بالجريمة النكراء، وكذا عدم وجود عون التخدير، مما تعذر على الطبيبة الجراحة بالمستشفى، إخضاع الضحية لعملية جراحية لوقف النزيف الحاد الناجم عن عمق الطعنة القاتلة. وحسب شهود عيان، فإن مناوشات حدثت ليلة المولد النبوي الشريف بين الجارين وهما الضحية وهو طالب جامعي في تخصص الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر، كان يحلم أن يكون صحفيا، والمتهم وهو شاب يبلغ من العمر 20 سنة، هذا الأخير حسب الرواية المؤكدة، قام برمي مفرقعة على الضحية، وهو ما أثار غضبه، حيث دخلا في ملاسنات حادة، ليسارع المتهم إلى طعنه بسكين على مستوى إحدى الكليتين وتركه يتخبط في دمائه. وقد نقل الضحية إلى مستشفى المدينة، أين تم فحصه من طرف الطبيبة العامة المناوبة، قبل أن تتصل بالطبيبة الجراحة، نظرا لخطورة الإصابة، إلا أن انعدام عون الإنعاش والتخدير، الموجود في عطلة مرضية لمدة 03 أيام، حال دون إنقاذ حياة الشاب، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في طريقه نحو مستشفى ورقلة. من جهة أخرى كشف مدير مستشفى حاسي مسعود ل"الشروق" أن مصالحه تضم 03 أعوان إنعاش وتخدير، اثنان منهما تم تحويلهما إلى مستشفى تقرت في صيغة انتداب، من طرف مصالح مديرية الصحة، رغم أنهما معينان بمستشفى حاسي مسعود، أما الثالث فقد تم تغيير منصب عمله إلى مراقب طبي في نفس المستشفى، هو الآخر في عطلة مرضية في الوقت الحالي، مؤكدا أنه تم إخطار مديرية الصحة في جلسة عمل عقدت في 13 أكتوبر المنقضي بحضور المدير الولائي، حيث طالبنا يقول محدثنا بضرورة إنهاء الانتدابات، وتأسف لعدم وجود عون إنعاش وتخدير في المستشفى.