أفادت تقارير لمنظمات طلابية أن 70 بالمائة من الطلبة الجامعيين الجدد وجهوا لتخصصات العلوم الإنسانية بمختلف فروعها على عكس التخصصات العلمية التي لم تستقطب سوى ثلة قليلة من الطلبة، وهو ما سوف يحدث أزمة حقيقية في مجال التوظيف مستقبلا حسب تصريحات الرئيس بوتفليقة الذي أكد أن الساحة الاجتماعية لن تحتاج إلى طلبة العلوم الإنسانية وأن المستقبل للعلوم الدقيقة. * "لن يجد طالب العلوم الإنسانية وضيفة في المستقبل، لأن الساحة الاجتماعية لا تحتاجه..." هذا ما قاله الرئيس بوتفليقة لدى افتتاحه الموسم الجامعي بتلمسان، منتقدا الشرخ الحاصل بين تكوين الجامعة وما تتطلبه الساحة الاجتماعية، كما أكد الرئيس أن المستقبل سيكون لتخصصات العلوم الدقيقة، هذه التصريحات جعلت العديد من التنظيمات الطلابية على غرار الطلابي الحر يصف الدخول الجامعي الحالي بالأسوء في تاريخ الجامعة الجزائرية "بسبب التوجيه العشوائي والكارثي للطلبة وإبعادهم عن الرغبات التي اختاروها رغم معدلاتهم العالية والتي ستحيلهم إلى البطالة الإجبارية في المستقبل"، وهذا نتيجة ضعف التأطير وقلة الوسائل البيداغوجية ومحدودية مقاعد الدراسة مما يعني -حسب نفس المصدر- أن الجامعة الجزائرية لازالت تعاني من نقص فادح في الوسائل البيداغوجية بمختلف أصنافها، وقال مسؤول الإعلام على مستوى الإتحاد السيد عبد الحميد أن أول معيار لنجاح الدخول الجامعي هو توجيه الطلبة حسب التخصصات التي يرغبون في دراستها والتي توافق معدلاتهم، فعدد كبير من تلاميذ الأقسام العلمية الذين تحصلوا على معدلات 14 /20 وجهوا لتخصصات أدبية لا علاقة لهم بها وهذا ما اعتبره المتحدث سابقة في تاريخ الجامعة الجزائرية، وفي ذات السياق، اعتبر الإتحاد تقرير الوزارة الوصية التي أكدت أن 95 بالمائة من الطلبة وجهوا حسب رغباتهم العشرة الأولى "بالتقرير التحايلي". * فالطالب الذي يوجه حسب رغبته الثامنة أو التاسعة هو طالب بعيد كل البعد عن تخصصاته الثلاثة الأولى التي عادة ما تكون التخصصات الحقيقية التي يرغب الطلبة في دراستها مما يعني أنه ما يزيد عن 70 بالمائة من الطلبة لم يوجهوا حسب رغباتهم وتخصصاتهم، ومن جهة أخرى أضاف المصدر أن تصريحات الوزير الخاصة باستلام عدد من الإقامات الجامعية والغرف هي تصريحات بعيدة عن الواقع، فعدد كبير من الهياكل المسلمة لازالت تفتقر إلى الوسائل البيداغوجية والتأطير، كما لازال عدد الأسرة بعيدا كل البعد عن احتياجات الإقامات الجامعية، فالغرفة التي تحتوي على سريرين تضم خمسة طلبة مما يعني أن الطلبة باتوا يفترشون الأرض بدل الأسرة، خاصة مع الأعداد الهائلة من الطلبة الجدد الذين فاق عددهم نصف مليون طالب جديد.