لا يزال سكان قرية "دهوس"، التابعة لبلدية مكيرة جنوب تيزي وزو، ينتظرون تجسيد المشاريع الإنمائية التي من شأنها إخراجهم من العزلة والتهميش التي يعيشونها منذ سنوات بسبب افتقار منطقتهم لأدنى الإمكانيات، والتي انجرت عن عدم اهتمام المسؤولين المحليين المتعاقبين على البلدية. وأكد السكان الذين التقيناهم خلال المعاينة الميدانية التي قادتنا إلى المنطقة أن بلديتهم تبقى بعيدة كل البعد عن أدنى مظاهر التنمية التي يتطلب توفرها، فهي تعاني من عدة نقائص، والتي لم يتدخل، حسب شهادة –رئيس الجمعية- ولا مسؤول محلي لأجل التقليل من معاناتهم، بتخصيص مشاريع تنموية، بالرغم من المطالب المتكررة التي رفعوها آخرها كانت لرئيس دائرة تيزي غنيف الذي وعدهم بالحلول المناسبة. وأشار المواطنون إلى أن معاناتهم أصبحت لا تطاق، حيث يواجهون ظروفا صعبة، ففئة الشباب محرومة من مرافق الترفيه، كون فضاء اللعب الوحيد الموجود على مستوى القرية غير مهيأ مما يجبرهم التوجه إلى تيزي غنيف أو شعبة العامر من أجل الإبحار بواسطة الأنترنت لقضاء أوقاتهم بمصاريف إضافية لانعدام وسائل الترفيه وملعب يمنح لهم فرصة ممارسة الرياضة كباقي الشباب المنطقة. إلى جانب ذلك طرح السكان مشكل اهتراء الطريق الذي لم تتم إعادة تهيئته منذ عدة سنوات، حيث يجد المواطنون صعوبة في التنقل عبره، سواء للمارة أو سائقي المركبات. وحسبهم فإن الأمر يزداد حدة مع تساقط الأمطار، حيث تكثر فيه الأوحال والبرك المائية. كما عبر المواطنون عن استيائهم من مشكل غياب شبكة الصرف الصحي على مستوى القرى، التي أجبرت عديد السكان لإقامة مطمورات تقليدية لصرف المياه القذرة، وتمريرها عبر القنوات في مساحات زراعية، ما أدى إلى إتلاف تلك الأراضي الزراعية نتيجة تعرض قنوات صرف المياه في عديد الأحيان للتلف، وانبعاث روائح كذلك خلال امتلاء المطمورات الأمر الذي زاد من استياء السكان تخوفا من تعرضهم لأخطار وبائية. مشكل آخر لا يقل أهمية عن سابقيه، يتمثل في تأخر إيصال القرية بشبكة الغاز الطبيعي والذي أضحى - حسبهم - الانشغال الأكبر نتيجة الاستعمال المفرط لهذه المادة الأساسية، مؤكدين أن أسعار قارورات غاز البوتان تثقل كاهلهم في ظل محدودية مداخليهم واضطرارهم لاقتنائها مهما كان سعرها، كما أثار المشتكون مشكل انعدام الكهرباء في أكثر من 75 مسكنا جديدا حيث مازال أصحابها ينتظرون توصيلهم بها، أضف إليها ضعف الإنارة العمومية، حيث عبّر المواطنون عن المعاناة التي يعيشونها يوميا جراء غيابها، إذ باتوا لا يغادرون منازلهم خاصة في الفترات المسائية بسبب الظلام الدامس، تخوفا من الاعتداءات والسرقة التي باتت تهدّدهم من قبل المنحرفين، وانتشار الآفات الاجتماعية والسرقة التي يتعرضون لها، والتي باتت تهدّد السكان وممتلكاتهم خاصة ليلا، ناهيك عن انتشار الكلاب الضالة، والتي تتجمع حول حاويات رفع القمامات التي تبقى مددا طويلة دون أن ترفع حيث قدموا لائحة هذه الطلبات للمصالح المعنية، غير أنها لم تؤخذ بعين الاعتبار. وعليه يطالب سكان هذه القرية المنسية –حسبهم- بالتفاتة جادة من قبل السلطات لإخراجهم من دائرة التهميش التي ظلوا يتخبطون فيها منذ سنوات.