بعد أقل من أسبوع من الضجة الإعلامية التي أثارتها زيارة الوزير الأول الفرنسي، مانويل فالس، إلى الجزائر، واصلت قناة "فرانس 24" مسلسل الإثارة باستقبالها المدعو فرحات مهني زعيم ما يعرف بحركة "الماك" التي تدعو لانفصال منطقة القبائل. ورغم أن باريس تعلم أن مهني لا يمثل شيئا في منطقة القبائل، إلا أن القناة الرسمية، الممولة من وزارة الخارجية الفرنسية، قدمت المعني بصفته رئيسا لما أسمتها "الحكومة القبائلية المؤقتة"، وخصصت له حوارا تلفزيونيا وهو تجاوز إعلامي ودبلوماسي غير مسبوق في العلاقات بين البلدين. وأعاد المسمى فرحات مهني، "اجترار" أفكاره وأطروحاته الإنفصالية، وهو الذي عجز حتى عن إقناع أبناء دشرته في منطقة القبائل مسقط رأسه، حيث دعا بقايا أتباعه إلى القيام بمظاهرات ومسيرات في باريسوالجزائر بمناسبة ذكرى الربيع الأمازيغي والربيع الأسود ! وتفاجأ الكثير من الجزائريين والمتابعين بالإنحراف الإعلامي الذي وقعت فيه القناة الفرنسية "فرانس24"، ومن الصفة التي قدمت بها ضيفها فرحات مهني، وهي التي كان يفترض أن تحترم العلاقات بين الجزائروفرنسا باعتبارها قناة رسمية مفروض عليها واجب التحفظ. وجاءت خرجة المدعو فرحات مهني، لتكمل مسلسل الحرب الإعلامية والسياسية التي تشنها منذ أيام دوائر فرنسية ضد الجزائر ضمن مخطط جاري تنفيذه لضرب استقرار الجزائر وهذه المرة من بوابة السيادة الوطنية، وحين تتحرك قناة "فرانس 24" هذه المرة في تجاه "القبائل" بفكرة الانفصال، فذاك معناه أن "الحرب القذرة" بلغت مبلغها ومرشحة للإستمرار. ومعلوم أن القناة الفرنسية هي مؤسسة حكومية تعبر عن التوجهات الرسمية للبلد، وتعرف بالعربية بتسمية "فرنسا 24" قد تأسست في 6 ديسمبر 2016 بغلاف مالي قدره حوالي 80 مليون يورو شهرياً، بعدما جُنّد لها كوادر بشرية تم استقدامها في الغالب من منطقة المغرب العربي مع توفير إمكانيات مادية وتجهيزات تكنولوجية تتجاوز قيمتها ميزانية دول بأكملها. ولعل أبرز دليل على ارتباط المدعو فرحات مهني، بأجندات خارجية هو الدعم الذي تلقاه من طرف الفرنسي الصهيوني، برنار هنري ليفي، عراب ما تسمى ب"ثورات الربيع العربي"، عبر رسالة وجهها إليه مما يؤكد الدعم الصريح الذي يتلقاه من الكيان الصهيوني. ودعا برنار ليفي في رسالته التي نشرت عبر أعمدة جريدته المسماة "قواعد اللعبة"، إلى ضرورة عدم "الشعب القبائلي"، مشيرا إلى أن "هذا الشعب يحتج من أجل حقوقه في الجزائر من أجل العلمانية..."، داعيا إلى "ضرورة رد الجميل للمدنيين ضحايا الربيع الأمازيغي 1980 و128 ضحية مدنية الذي قتلوا في أحداث الربيع الأسود 2001". وأشهر الفيلسوف الفرنسي منظر ما يعرف ب"الربيع العربي" هنري ليفي، ورقة الدعم لتحركات الحركة الانفصالية التي يروج لها فرحات مهني، في سياق مواصلته لمخطط زرع الفتنة وتفتيت مكونات العالم العربي مثلما شرع فيه قبل أعوام حين "وسوس" الصهيوني برنارد ليفي لبعض الليبيين الذين تحركوا ضد نظام العقيد معمر القذافي.