صورة من الارشيف ذكرت مصادر مطلعة ل "الشروق اليومي" أن الحكومة بصدد إنشاء "مرصد مراقبة" للتحكم في جرائم الانترنيت التي عرفت تفاقما كبيرا خلال السنوات الأخيرة. * وسيُعهد إليه حفظ أمن الشبكة الالكترونية على الصعيدين الإقليمي والدولي على غرار تجربة فرنسا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وبريطانيا، التي أقامت مؤسسات من هذا النوع وأثبتت "فعاليتها الكبرى" في تعقب الجريمة الحاسوبية. * في الوقت نفسه تشكل فريق من الخبراء من وزارات الاتصال والداخلية والعدل والمديرية العامة للأمن الوطني وخلية معالجة المعلومات المالية والشرطة القضائية، تأهبا لما يسمى "حرب الشبكة". وقد أُسند لفريق الخبراء هذا مهمة رصد وصياغة عقوبات عن أي مخالفة ترتبط بالجريمة الحاسوبية، وهي ظاهرة يعتبرها المتخصصون خطيرة. * وقد بلغت جرائم الانترنيت مستويات خطيرة في الجزائر، ولم تعد تقتصر على الإرهابيين فقط، ولم يعد هؤلاء المستخدمين الوحيدين الذين يستغلون فضاء الانترنيت لإدارة مشروعاتهم الإجرامية. * وأظهرت تحريات الخبراء من وزارات الاتصال والداخلية والعدل والمديرية العامة للأمن الوطني وخلية معالجة المعلومات المالية والشرطة القضائية، أن هناك جماعات أخرى متورطة في ترويج المخدرات وغسيل الأموال والتزوير وإباحية الأطفال في ازدياد ملحوظ في الانترنيت أيضا. * * التزاوج بين الإرهاب والإنترنيت في الجزائر * ظهر التزاوج بين الإنترنيت والإرهاب بشكل أكثر وضوحا في الجزائر سنة 2002؛ أي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وما تلى ذلك من الحملة الأمريكية على "الإرهاب" وحدوث مواجهة بين تنظيم "القاعدة" وحلفائه من جانب والولايات المتحدة ومؤيديها من جانب آخر، وقد قام تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بإنشاء موقع له عبر الانترنيت يقوم بالدعاية لجرائمه الإرهابية ومحاولة التأثير على القرارات الحكومية أو الرأي العام من خلال بعدين هامين يتمثل أولهما في أن يصبح عاملا مساعدا للعمل الإرهابي التقليدي المادي بتوفير المعلومات عن الأماكن المستهدفة أو كوسيط في عملية التنفيذ، أما البعد الثاني فهو ما يعد تأثيرا معنويا ونفسيا من خلال التحريض على بث الكراهية الدينية وحرب الأفكار. * غير أن الموقع تعرض للتدمير بعد أن قصفت قوات الجيش الوطني الشعبي معقل الجماعات الإرهابية بغابات اعكوران بولاية تيزي وزو، وأدى ذلك إلى تدمير المخبأ الذي كان مركزا للموقع الالكتروني. * كما يقوم مرتكبو جرائم الحاسوب باستغلال خبرتهم في أعمال مثل التجسس والنصب والسرقة ومحو المعلومات، بل الأسوأ من ذلك في تدمير نظم معلوماتية بكاملها، والجناة ليسوا مجرد شباب باحث عن الإثارة والانتباه فحسب، وإنما هم "محترفون في استخدام الحاسوب" على درجة كبيرة من التنظيم ومسؤولون عن جرائم معقدة غالبا ما يتم اقترافها على صعيد دولي.