اعترف الديوان الوطني للحج والعمرة الجديد، بأن موسم حج 2008 سيكون شاقا على الحجاج الجزائريين، فزيادة على المتاعب التي سيتكبدونها في السكن بعيدا على الحرم المكي، فإن البعثة صادفت مشاكل جمة في الحصول على هياكل استقبال مناسبة بسبب المضاربة السائدة في سوق العقار المحلية. أكد أول بيان للديوان الوطني للحج والعمرة، الذي لم ينصب مديره رسميا بعد، رغم مشاركته إلى جانب وزير الشؤون الدينية والأوقاف في تحضير موسم الحج المقبل بالعربية السعودية، أن المدير الجديد بربارة الشيخ، سيقوم عند عودته من المملكة السعودية "مباشرة بحملة تحسيسية تشمل مختلف القطاعات المعنية حول الجوانب المتعلقة بتنظيم أسفار الحج والعمرة" وذلك نتيجة اطلاعه في الميدان على الصعوبات التي ستقابل الحجاج هذه السنة. وأضاف البيان أن هذه الصعوبات متأتية من "هدم 1200 عمارة بقرار من الحكومة السعودية قصد إنجاز مشروع جديد لتوسيع الحرم المكي"، مضيفا أن "الوفد الجزائري بصدد بذل قصارى جهده قصد حجز هياكل إيواء مناسبة بأسعار معقولة بالرغم من المضاربة التي أدت إلى ارتفاع في الأسعار بما يناهز 50 بالمئة وحتى 70 بالمئة مقارنة بالأسعار المعتمدة خلال الموسم الفارط".ومثلما أشارت إليه "الشروق" في أعدادها السابقة، فإن مشاكل الإيواء هذه السنة تجسدت في تأجير عمائر بعيدة عن مكةالمكرمة وتحديدا بمدينة العزيزية، ولازال الوفد الجزائري المتكون من ممثلين عن مصالح رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية والجماعات المحلية ووزارة الشؤون الدينية، وكذا عن بنك الجزائر، يخوض لحد الآن مفاوضات مع الشركاء السعوديين المتمثلين في مسؤولي هيئات الطواف بمكة والمديرين العامين لنقابة النقل وديوان الوكلاء الموحدين من أجل الحصول على ظروف أحسن للحجاج الجزائريين. وكان الموسم الفارط قد عرف مشاكل جمة في التنظيم أدت إلى سوء التكفل بالحجاج، ما أدى بالحكومة إلى دراسة السبل والإمكانيات الكفيلة بتحسين محسوس للتأطير والتكفل بالحجاج الجزائريين، علما أن المشاكل تتفاقم بسبب كبر سن الحجاج الجزائريين الذين يحتاج معظمهم لتكفل خاص، وقد عبر المسؤولون السعوديون عن ارتياحهم لقرار "السلطات العمومية الجزائرية القاضي بإنشاء ديوان وإشراك الحماية المدنية قصد تأطير جواري ملزم بتحقيق النتائج وذلك بالنظر لمعدل سن حجاجها ووضعهم الصحي وللصعوبات التي صادفت بعثات حج جميع البلدان الإسلامية في اختيار هياكل الإيواء بمكة".