أصبح من غير الممكن أيامنا هذه أن تحضر مجلس عزاء دون ملاحظة عديد العادات الجديدة، التي طمست أوجه مواساة أهل الفقيد، وقضت على رهبة هذا النوع من المجالس بما كان مرتبطا بها من مشاعر الحزن وألم الفراق وحرمة الميت والاعتبار به، إذ تحول واجب العزاء الذي من المفترض أن يكون مهمة إنسانية إلى مناسبة للمجاملة بتسجيل الحضور، وفرصة لملء البطون وشحن مولدات النميمة بأخبار فلان وعلان.