نصحت سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، جوان بولاشيك، الحكومة بضرورة التخلي عن القاعدة الاقتصادية 49/51، التي تقف عقبة في وجه رجال الأعمال الراغبين في الاستثمار بالجزائر، ولو باستثناء بعض القطاعات، مشيرة إلى أن المؤسسات الأمريكية لن تستطيع الاستثمار مستقبلا في البترول والغاز الطبيعي بعد تحولها إلى بلد منتج. وعلى الجزائر أن توفر سوقا بديلا للمستثمرين، خاصة في مجالات الفلاحة والبناء والمواد الصيدلانية. وقالت الدبلوماسية الأمريكية، في ندوة صحفية عقدتها على هامش زيارتها إلى الجناح الأمريكي بمعرض الجزائر الدولي أمس، إن جزائر 2016 تعيش وضعا أمنيا مغايرا لسنوات التسعينيات، وتنعم بالاستقرار، ودورها محوري في المنطقة، وعليها اغتنام هذه الفرص للدفع بالاقتصاد الوطني، عن طريق إضفاء المرونة على القاعدة 51/49، التي تحولت إلى سؤال يطرحه الجميع على حد قولها. ولم تقتصر انتقادات السفيرة الأمريكية للقاعدة فقط بل السياسة الاقتصادية والقوانين المقيد مشيرة: "نحن أمام سوق ضخمة وغامضة وأحيانا غير شفافة". ورفضت جوان بولاشيك القول إن بلادها تنظر إلى الجزائر كسوق فقط للظفر باستثمارات لصالح رجال أعمالها، بل شريك وعلاقات جيدة تربط البلدين في المجال السياسي والأمني. وأشادت المسؤولة بالمجهودات التي تبذلها الجزائر في مكافحة الإرهاب وحل النزاعات الإقليمية سياسيا على غرار المفاوضات التي قادتها في مالي واليوم في ليبيا. بالمقابل، رافعت السفيرة لصالح تزويد الجزائر بالتكنولوجيات الحديثة، مشيرة إلى أن المؤسسات الأمريكية مستعدة لمساعدة الجزائريين في التقنيات الحديثة، خاصة في المجال الاقتصادي. وهو نفس الشعار الذي ترفعه المؤسسات الأمريكية المشاركة في المعرض الدولي، التي قدمت مشاريع للمزارع النموذجية ومخازن للخضر والفواكه الذكية وبناء سكنات بالاستعانة بالتكنولوجيات الحديثة. وقالت السفيرة الأمريكية إن هناك مفاوضات مع الجزائر لإبرام اتفاقية الازدواج الضريبي لتسهيل التبادلات التجارية، في وقت فندت توقيع اتفاقية "فتح السماء" مع الجزائر بحكم أنها مفاوضات انطلقت قبل 10 سنوات ولم تبرح مكانها. كما كشف إسماعيل شيخون، رئيس مجلس الأعمال الجزائري- الأمريكي، عن فتح الخط الجوي الرابط بين الجزائر ونيويورك قريبا، بعد أن أبدت الحكومة الجزائرية موافقتها على لسان وزير النقل، بوجمعة طلعي، مؤخرا. وقال شيخون إن فتح الخط المباشر بين البلدين سيشجع الاستثمار ويدفع بالعلاقات التجارية، التي بلغت العام الفارط 5.9 ملايير دولار. وطرح شيخون مشكلة التأشيرة، التي طالب بضرورة إعادة تمديدها إلى أكثر من سنتين. وكشف المسؤول عن زيارات مرتقبة لرجال أعمال أمريكيين شهري سبتمبر وأكتوبر القادمين لبحث سبل الاستثمار، خاصة في مجالات الفلاحة والتكنولوجيات الحديثة، مشيرا إلى أن 32 شركة أمريكية شاركت في معرض الجزائر الدولي في طبعته ال 49.