لا ينطبق على الأعمال الكوميدية الجزائرية لرمضان 2016 حتى المثل القائل "شر البلية ما يضحك"..لأن هذه البلية الإبداعية –للأسف- على تماديها وتحطيمها الرقم القياسي في "الجياحة" إلا أننا نقف عاجزين عن الضحك.."استحمار" غير مسبوق للمشاهد. "ثلاثي الكوميديا" أوقروت وبوخرص وبوعكاز دخلوا "النمطية" من أبوابها الواسعة بتكرار نفس الشخصيات في كل سنة. الأول لا يتوقف عن الصراخ المجاني والانفعال المبالغ فيه حد تجريد أبنائه من ملابسهم ورميهم بالأحذية و الأغرب "ركل" زوجة الجار ثم الجلوس معها إلى نفس الطاولة ثوان فقط بعد ضربها وشتمها . لخضر بوخرص .. لكل مقام مقال.. وكم أبدعت "هادئا جدا" في "كرنفال في دشرة" وفي سكاتشات كثيرة جمعتك في الماضي بكمال بوعكاز ..هذا الأخير بالغ في استغلال شخصية "السعيد" التي عرف بها في "عمارة الحاج لخضر" وفشلت محاولاته في إضحاك المشاهد باللعب على وتر اللهجة "مزيج العربية والأمازيغية" خاصة وأن السلسلة البوليسية لا تستند على نص واضح ما جعلها تنحرف عن سكة "الكوميديا" إلى "التهريج". وعلى خطى رفيقي الدرب .. فشل صالح أقروت في الخروج من عباءة "الجمعي فاميلي" ومن يتابع الحلقات الأولى من "أيام بوزيد" لا يجد فرقا كبيرا في شخصية بطلها أو في علاقته بأفراد عائلته وخاصة بزوجته . أزمة نص؟ أم أزمة ضحك ؟ ..لا نجد الإجابات الشافية لليوم السابع على التوالي من انطلاق الشبكة الرمضانية ..الجميع يقول أي شيء لأي كان وبأي طريقة ولأي سبب .. وشمس الحقيقة الساطعة التي لا يمكن أن تغطى بأي غربال هي أن الكوميديا هذه السنة خسرت رهان "الضحك" واستحق شباب "البودكاست" مشعل المشاهدة عن جدارة واستحقاق.