مبنى السفارة الأمريكية في باريس/فرنسا علمت "الشروق" أن ثلاثة من الشركاء الخمسة للجزائري "جمال بغال"، المتهم بالتخطيط لتفجير السفارة الأمريكية بباريس تم ترحيلهم أول أمس إلى الجزائر من سجن باريس بعد انقضاء مدة عقوبتهم. * السماح لعائلات المرحلين بلقائهم والإطمئنان عليهم وأكدت مصادر على صلة بالملف، أن الأمر يتعلق بالمدعوين ل. عبد النور (39 سنة)، الذي ينحدر من ولاية برج بوعريرج، د.كمال (33 سنة) من ولاية سوق أهراس، ر.بلال (38 سنة) من ولاية برج بوعريرج، وتم ترحيل هؤلاء عبر رحلة باخرة قادمة من مرسيليا باتجاه الجزائر وقد سمحت السلطات الجزائرية لعائلاتهم التي تنقلت إلى العاصمة بلقائهم والاطمئنان عليهم بعد إبلاغها بترحيلهم. وينتمي هؤلاء لما يعرف بجماعة جمال بغال، وهو فرنسي من أصل جزائري أدين من طرف القضاء الفرنسي بالتخطيط لتفجير السفارة الأمريكية في باريس عام 2001 وكان تابعا ل"جماعة التبليغ" في بلدة كوربييه الفرنسية قبل عدة سنوات، ويخضع المرحلون حسب ما تسرب إلى "الشروق اليومي"، إلى التحقيق من طرف أجهزة الأمن، وأكدت أنهم غير مطلوبين من طرف العدالة وليسوا محل بحث من طرف الأمن الجزائري. وقالت مصادر "الشروق اليومي"، أن الترحيل يأتي تنفيذا لقرار القضاء الفرنسي الذي أصدر حكما في وقت سابق لتنفيذ الطرد في شهر أفريل، بسبب "خطرهم على الأمن الوطني" و"مساهمتهم في تشكيل مجموعة أشرار هدفها التحضير لأعمال إرهابية أو تزوير وثائق رسمية"، ويمنع هؤلاء من دخول التراب الفرنسي وأية دولة أوروبية ضمن فضاء شنغن حسب نص الحكم. ولا تعد هذه القضية سابقة على خلفية التعاون "النموذجي" الجاري بين أجهزة الأمن الجزائرية والفرنسية والتنسيق، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب. وتعد فرنسا برأي الكثير من المراقبين من الدول الأوروبية القليلة التي قامت في إطار هذا التعاون بتفكيك العديد من شبكات الدعم والإسناد التابعة للتنظيمات الإرهابية التي كانت تنشط في الجزائر أبرزها "الجيا"، و"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، حتى وإن كانت أطراف تبرر ذلك بأن فرنسا كانت أول الدول المستهدفة من طرف "الجيا" من خلال تفجيرات عام 1994 و1995، وكانت أول مرة تسلم فيها فرنسا إرهابيين إلى الجزائر عام 2001 وتم تعزيز هذا التعاون بالاتفاقية التي تم توقيعها عام 2003 وصادق عليها البرلمان الجزائري العام الماضي وتنص هذه الاتفاقية على تنصيب لجنة مشتركة لمتابعة التنسيق الأمني بين البلدين ويرأس اللجنة مديرا الأمن بالبلدين. من هو جمال بغال؟ ولد في الجزائر، لكنه بحكم نشأته في فرنسا منذ نعومة أظافره، فقد تمكن من متابعة دراسات معقولة، ثم اشتغل وتزوج بفرنسية أنجب معها ثلاثة أطفال، التقى أحد أيام سنة 1994 مع أحد الإخوان المسلمين. ومنذ ذلك الحين وبسرعة كبيرة وقع له تحول كبير في حياته، وبدأ يطوف في أوربا، يقوم بمهام مختلفة لصالح الجماعات الجزائرية المسلحة، ويتردد على أبو حمزة المصري، أحد الأئمة الأكثر تطرفا في مدينة لندن، التي تعتبر حصن الأصولية الإسلامية. وفي 2000، رحل إلى أفغانستان، حيث انضم إلى صفوف "القاعدة" التي أوكلت إليه مهمة إعداد عملية انتحارية ضد السفارة الأمريكية بباريس، لكن ألقي عليه القبض في دبي بتاريخ جويلية 2001.