أمام الصمت المطبق إزاء ملف الحراڤة المفقودين منذ عام كامل بعنابة، قرّرت عائلات الحراڤة المفقودين بعنابة المقدرين ب29 شابا والموزعة عبر مختلف أرجاء الولاية رقم 23، الدخول ابتداء من يوم السبت المقبل، الذي يتزامن مع الفاتح من شهر مارس، الشروع في مسيرة سلمية يجوبون من خلالها شوارع المدينة، حاملين شعارات "نريد معرفة مصير أبنائنا"، "نريد جثث أولادنا"، "إرحمونا". وحسب الناطق الرسمي باسم عائلات الحراڤة المفقودين السيدين "كمال بلعابد" و"صابوني بوبكر"، فإن العائلات المعنية بهذه الأزمة قد اتفقت على التعبير عن حرقتها ضمن الأطر القانونية المألوفة في المطالبة بفتح تحقيق لمعرفة مصير أبنائها من خلال مراسلاتهم المتكرّرة لكامل الهيئات الحكومية وغير الحكومية مع إعطاء كامل الأدلة والبراهين والإثباتات الدامغة بوجود بعض المفقودين أحياء رهن السجون التونسية والبعض الآخر قتلوا واختفوا في ظروف غامضة ومحيّرة.وبعد انتظار دام عاما كاملا، بما فيه من مراحل ومحطات مؤلمة، تخللها أخذ ورد بالنسبة لآباء وأمهات وإخوة الشباب المفقود "بكاء من دم ودموع متواصلين ليل نهار على مدار 365 يوم" مليئة بالأحزان والآلام، إذ صعب جدا "أن تموت وأنت حي".29 عائلة ستنزل ابتداء من يوم السبت المقبل نساء ورجالا، كبارا وصغارا.. إلى شوارع عنابة لتسمع صوتها، وهي تضم في مجملها 250 فرد، تهدّد بالانتحار الجماعي حرقا أمام مبنى مديرية الشؤون الاجتماعية. وتجدر الإشارة إلى أن مجمل هؤلاء المفقودين قد حاولوا على فترات متلاحقة من بحر العام الماضي الهجرة نحو الأراضي الإيطالية بحثا عن العمل، غير أن أمواج البحر رمتهم إلى سواحل تونس، حيث مازال مصيرهم مجهولا.