الرئيس بوتفليقة خلال زيارته الى البليدة خرج، الاربعاء، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن صمته، ورد صراحة على المحاولين التشكيك في حصيلة أدائه طيلة توليه الرئاسة خلال عهدتين انتخابيتين، حيث قال لا يمكن حتى للمشككين والجاحدين أن ينكروا أن الجزائر تتقدم، وتتطور بنسب مطردة وفي مختلف المجالات وبكيفية تجعلها بمنأى عن الركوض أو الانكفاء. * وأشار في الوقت ذاته إلى الحاجة إلى المزيد من الإرواء بالوطنية لكل ما نقوم بإرسائه وإضافته على الصعيد البشري وعلى صعيد المرافق والمنشآت التي تبنى وتستهلك كثيرا من الجهد والأموال، فيما فضل أن يقف مجددا عند دواعي التعديل الدستوري الأخير. * وأضاف بوتفليقة خلال الكلمة التي ألقاها أمام العائلة الثورية بمناسبة يوم الشهيد المصادف لزيارته لولاية البليدة، انه من المفيد أن يصبح اليوم لدينا ربع السكان في مقاعد الدراسة بأطوارها المختلفة، كما من المفيد أن تقتطع الدولة النسبة الأعلى من الميزانية لكي توفر لكل جزائري يافع حقه وفرصته في التعلم والأخذ بأسباب القوة في العصر الحديث، إلا أن الرئيس وقف عند أن الأفيد أكثر إذا تخرج هذا اليافع وتحول إلى شاب مقتدر متحكم في الإمكانيات المتوفرة في عملية البناء، وسيكون مفيدا إذا نجح الوطن في تجنيد كل طاقته البشرية وإمكانياته المتوفرة على المستويات وفي جميع المجالات. * وأضاف الرئيس بلهجة حادة قائلا "باستثناء بعض الأصوات التي يحلو لها احتراف مهنة التغريد خارج السرب فإنه لابد من الإشادة بجهود جميع الكفاءات الوطنية المخلصة، مؤكدا على أن هذه الكفاءات استطاعت أن تحول عديد القطاعات في المجال الاجتماعي، وفي مجال المنشآت الكبرى والنقل بأصنافه والمياه والطاقة وغيرها من المجالات الى ورشات نشطة والى حركة دؤوبة تجمع الليل بالنهار". * واسترسل الرئيس في سياق رده على التشكيكات، أن الحركية التي تحققت جاءت بالرغم من المعوقات الموروثة في سنوات المحنة ومراحل الركود، مشيرا الى أن ما تحقق كان عبارة عن تحد حتى للأوضاع الاقتصادية العالمية من تدهور واضطراب مالي معقد لم تتضح مخارجه، في إشارة منه إلى الأزمة المالية العالمية. وبلغة الواثق من أدائه قال بوتفليقة إن نجاحنا على مدار السنوات السابقة في تذليل الصعوبات المتشابكة والمعقدة التي كانت مطروحة بحدة، إما بفعل الإرهاب والتخريب، وإما بسبب ما سبق أو صاحب ذلك من لغو وغلو ولغط وإضاعة للتوجهات والإحداثيات. * وبطريقة ضمنية دعا بوتفليقة مجددا المواطنين لمنحه أصواتهم، عندما قال إن النوايا مازالت صادقة والإرادة موجودة والوفاء قائم، "فسنستطيع التأسيس لمراحل أخرى أكثر تطورا، وبإمكاننا المضي في طريق التقدم والنهوض رغم الإعصار الاقتصادي والمالي". * وفي سياق مغاير عاد مجددا بوتفليقة الى التعديلات التي أدخلت على الدستور مؤخرا، إذ وقف عند ضرورة دسترة العلم الوطني والنشيد الوطني والعناية بالتأريخ، "من الأولويات الملحة لحفظ أركان مهمة من أركان الهوية الوطنية"، واعتبر أن إدخال موقع المرأة الجزائرية في التعديل الدستوري الأخير لا يمثل إحقاقا لحق ظل مشوبا بكثير من التأويل الخاطئ ، والمد والجزر حيال المكانة التي يجب أن تتوفر لنصف المجتمع الجزائري، ولكنه كذلك كان تعديلا يرمي إلى تحقيق مقاصد أكبر تكمن في وضع سد أمام أي تراجع عن المكاسب التي حققتها المرأة على صعيد التعليم والعمل وتشجيعها على فتح مستقبل في مدارج العمل، ومسالك المشاركة.