محمد الصغير بابس أكد، الغثنين، رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي محمد الصغير بابس، أن الجزائر ترفض العودة إلى الإتحاد الدولي للفرنكوفونية بدون تسوية الخلافات العميقة مع الدولة الفرنسية على خلفية رفض هذه الأخيرة الاعتراف بجرائمها خلال الفترة الاستعمارية. * ورغم المفاجأة الكبيرة والذهول الذي أصاب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الفرنسي، جاك درماني، إلا أن محمد الصغير بابس ذهب بعيدا بقوله إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال بناء علاقات سليمة تماما ما دامت فرنسا تمجد ماضيها الاستعماري بالقوانين وترفض تحرير ذاكرتها من الموروث السابق، منتقدا بحدة الطروحات الفرنسية المدافعة بشدة عن قانون فيفري 2005. * وقال محمد الصغير بابس، إن الجزائر التي تعد البلد الأكثر استعمالا للغة الفرنسية في الحياة العامة بعد فرنسا وقبل دول فرنكوفونية كبرى ومنها كندا وبلجيكا، لن تقبل تطبيع علاقاتها مع هذه المنظمة بشكل مجاني مهما حاولت الحكومة الفرنسية المتكررة استدراج الجزائر للدخول إلى المنظمة. * وأوضح رئيس المجلس الاجتماعي والاقتصادي أن تنظيم دورة مشتركة في الجزائر ومرسيليا بحضور مسؤولين كبار من البلدين ومجموعة من الخبراء الاقتصاديين ورؤساء مؤسسات وفاعلين كبار في الحركة الجمعوية والمجتمع المدني وجامعين، لبحث الدور الهام للمجتمع المدني إزاء رهانات وتحديات الذاكرة الجماعية وعلاقتها بعوامل فهم وإعادة تأهيل العلاقة بين الجزائروفرنسا، لا يعني قبول كل ما يقترحه الطرف الفرنسي، بل هو فرصة فريدة من نوعها لتأسيس فضاء للحوار الجاد والتشاور بين المجتمعات المدنية في البلدين ودفعها لتحتل المكانة اللائقة في التأسيس السليم والصحيح لعلاقات جيدة على أساس سليم بعد كتابة التاريخ المشترك للبلدين بطريقة صحيحة وسليمة وغير مزيفة حتى تستطيع الأجيال القادمة بناء علاقات ثقة غير هشة. * وأوضح أن هذه المبادرة جاءت لبلوغ مقصد أكثر طموح يتمثل في إبراز وتوضيح سبل جديدة للتعاون من شأنها إنضاج مستقبل منشود قوامه خدمة المنفعة المتبادلة، مشددا على أنه علاوة على العلاقات السياسية والاقتصادية التي تتميز بكثافة المبادلات، ينبغي على المجتمعين المدنيين للجزائر وفرنسا أن يتبنيان حركية الشراكة حتى يمنحانها دفعا جديدا يكون في مستوى طموحاتهما المشتركة من أجل جعل الثروة البشرية أكثر مردودية بالنسبة لكلا ضفتي المتوسط. * من جانبه اعتبر رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الفرنسي جاك درماني أن هذا التعاون ينبغي أن يتم في ظل الاحترام المتبادل سيما ذلك المتعلق بثقافات كل شعب وكذا هوية متوسطية "جامعة ومتضامنة"، مشيرا إلى أنه يفضل كلمة "إعادة تأهيل" عوض "إعادة تأسيس" للعلاقات الثنائية، مشيرا إلى أن البلدين مطالبان "بالعيش معا في ظل التكامل"، مبرزا أن "مجتمعاتنا المدنية تحمل قيم التوازن".