لم تيأس السلطات المغربية وجددت دعوتها إلى فتح الحدود البرية مع الجزائر المغلقة منذ عام 1994 وإحياء سبل التعاون الثنائي في المجالات كافة. وأوردت مصادر إعلامية مغربية الأربعاء، في بيان لوزارة الخارجية أن وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري أجرى الإثنين الماضي، مباحثات مع القائم بالأعمال في السفارة الجزائرية لدى الرباط. وأبدى الوزير المغربي - حسب نفس المصادر - استعداده الكامل لفتح الحوار وإجراء المشاورات الضرورية في أقرب فرصة مع السلطات الجزائرية، مؤكدا في البيان التزام المغرب "الصادق للعمل مع الجزائر البلد الجار والشقيق لتطبيع العلاقات الثنائية". ووفقا للبيان، فإن الفهري أبلغ القائم بالأعمال الجزائري اقتراح بلاده عقد لقاء مشترك بين وزيري خارجية البلدين بغرض استعراض الواقع الراهن للعلاقات الثنائية وتدارس القضايا العالقة والاتفاق حول آليات لتحقيق انطلاقة فعلية ودائمة للعلاقات بين البلدين الشقيقين.ويبدو التناقض صريحا بين القول والفعل، خاصة فيما يعرف بقضية قطع النشيد المغربي بسبب خلل فني في مباراة رسمية جمعت الأسبوع الماضي، المنتخبين الشقيقين بملعب القليعة. ورغم الاعتذارات التي وجهتها الجزائر إلى الطرف المغربي من خلال الرسالة التي وقعها رئيس الاتحادية عبد الحميد حداج، وقرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة فتح تحقيق في القضية، إلا أن المغاربة يعتبرون أن الفعل مقصود.وأشار رئيس وفد الفريق المغربي المشارك في المباراة التي لعبت السبت الماضي، الى ان الأمر لا يتعلق بخلل تقني، رغم ان حداج طلب الصفح عن الانقطاع في النشيد المغربي.وقال عبد الحميد الصويري في حديثه لصحيفة المساء الأربعاء، "لا وجود أبدا لأي خلل فني، فالقرص المدمج أعدت الاستماع إليه برفقة سفير المغرب بالجزائر، ولم يكن فيه أي خلل، إنه القرص نفسه الذي استعملناه في مباراة بلجيكا وخلالها عزف النشيد الوطني كاملا، إن الحديث عن وجود خلل فني هروب إلى الأمام من مسؤولية ما وقع".ومضى في اتهاماته قائلا ".. أنا أستطيع أن أؤكد أنه لا وجود لخلل فني أبدا، لقد سلمنا لهم القرص المدمج ليلة المباراة، علما أننا اعتدنا دائما في الجامعة (يقصد اتحادية كرة القدم) ومن باب الاحتياط أن نصطحب معنا أقراصا مدمجة تضم النشيد الوطني والأعلام، حتى لا نفاجأ بعدم وجودها من طرف المنظمين".