بدأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يواجه مشاكل حقيقة على خلفية الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث تفاقم الامتعاض الاجتماعي نتيجة ارتفاع عدد العاطلين عن العمل بالآلاف يوميا. وقد تظاهر آلاف الفرنسيين الثلاثاء ضد الرئيس ساركوزي في شاتيلرو (وسط) حيث اندلعت مواجهات بين متظاهرين وقوى الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع. * سار المتظاهرون الذين قدرت وكالة الأنباء الفرنسية عددهم بين 1500 و7000 شخص وبينهم عدد كبير من موظفي شركة التجهيز أولييه الكبرى في صناعة السيارات المهددة بالإفلاس، إلى حديقة المعارض حيث كان يفترض أن يشرح ساركوزي اجراءات الحكومة لمواجهة الأزمة الاقتصادية. وعمد بعض المتظاهرين بعد اعتراضهم خارج حديقة المعارض إلى رشق قوى الأمن بالبيض، فردت بقنابل مسيلة للدموع. كما وقعت حوادث أخرى مع تفرق الحشد، ما أدى إلى إطلاق المزيد من الغاز المسيل للدموع. وشارك حوالى 60 موظفا لدى أولييه أتوا من سوريزيه (غرب) في المسيرة. * وشارك في المظاهرات مئات الطلبة وحملوا دمى كرتونية سوداء كتب عليها "ضحايا جامعة الترف" في إشارة إلى الإصلاحات الجامعية التي يسعى إليها ساركوزي الذي يتهمه معارضون بميله المفرط للترف. وانضم الكثير من النواب المحليين إلى المسيرة. وعلق نائب الرئيس الشيوعي في المجلس المحلي بول فرومانتوي "لم يدع أي نائب معارض إلى الطاولة المستديرة. أنها في الواقع طاولة مربعة، مخصصة حصريا لأصدقاء نيكولا ساركوزي". وكان نيكولا ساركوزي قد حاول امتصاص غضب الفرنسيين من خلال طرح في ديسمبر الماضي خطة للإنعاش الاقتصادي بقيمة 26 مليار يورو. وعمد في نهاية يوم من الاحتجاجات في جانفي إلى تخصيص مساعدة من 2,6 مليارات يورو للعائلات الأكثر عوزا. ولاحقا نفذ ما بين 1,2 و3 ملايين شخص تظاهرات احتجاج أخرى في 19 مارس. * وفي بريطانيا، أعلنت رئاسة الوزراء أن رواتب الوزراء البريطانيين سيتم تجميدها خلال عام 2009 تضامنا مع البريطانيين الذين يعانون جراء الأزمة الاقتصادية. وصرح رئيس الوزراء غوردن براون للصحافيين بأن رواتب الوزراء لن تشهد زيادة، لقد تم تجميد الرواتب، إنه أمر جيد قمنا به. * وسينال النواب البريطانيون زيادة على رواتبهم في أفريل بنسبة 2.33 بالمائة، أي ما قيمته 1500 جنيه استرليني أي ما يعادل 1617 يورو، لكن متحدثا باسم الحكومة أوضح أن هذه الزيادة لن تشمل الوزراء الذين يتمتعون بمقعد في البرلمان. * وقال متحدث باسم دواننغ ستريت إن رئيس الوزراء يعتبر أن على الوزراء أن يكونوا مثالا يحتذى به في وقت تواجه فيه عائلات ومؤسسات كثيرة اوقاتا صعبة على الصعيد الاقتصادي. * وسارع زعيم المعارضة المحافظة ديفيد كاميرون إلى الإعلان عن أنه سيتنازل عن أي زيادة على مداخيله بصفته رئيس حزب أو نائب .ومن المتوقع يتوجه الأوروبيون إلى لندن لحضور قمة مجموعة العشرين الخميس عازمين على مقاومة الدعوات الاميركية للتركيز على إنعاش الاقتصاد العالمي وتحقيق اكبر تقدم ممكن بشأن ضبط القطاع المالي. وردد الأوروبيون للولايات المتحدة خلال الأسابيع الماضية أنهم يعتبرون تدابير الإنعاش الاقتصادي التي اتخذوها حتى الآن كافية وقد وصلت قيمتها الى ما 400 مليار يورو للسنتين 2009 و2010، ما يوازي ما لا يقل عن 3,3 % من إجمالي الناتج الداخلي في الاتحاد الأوروبي. أما الولاياتالمتحدة التي أطلقت في فبراير خطة انعاش اقتصادي بقيمة 787 مليار دولار تمثل 5,5 % من إجمالي ناتجها الداخلي، فشددت مرارا من جهتها على ضرورة بذل المزيد من الجهود في مواجهة خطورة الانكماش العالمي وحدته.