هل هو "رفع آذان" في واشنطن أم "قرع أجراس" في أنقرة؟! هل قال أوباما كما يفكر أم أنه ذرّ رماد في الأسماع والقلوب والعقول؟! * رحلة "الحج" المضادة التي قادت الرئيس الأمريكي الأسمر إلى بياض العالم الإسلامي تركيا لم يقل فيها بأن أمريكا لن تعادي الإسلام مستقبلا، وإنما نفى أن تكون قد عادته من قبل، ورغم الترحيب الذي لقيه خطابه في البرلمان التركي من قادة دول إسلامية قوية مثل تركيا وإيران إلا أن ما قاله أوباما لا يختلف إطلاقا عما قاله سابقوه ومنهم جورج بوش الذي سبق له وأن قال أنه يحترم الإسلام ويقدّر ما قدمته الحضارة الإسلامية من ثراء لبقية الحضارات، ومساهمة المسلمين في بناء الولاياتالمتحدة، وطالب أيضا بشراكة مع العالم الإسلامي.. بل أنه أشار إلى احترامه للقرآن الكريم الذي وصفه بكتاب السلام.. ولكنه في المقابل الفعلي كان أداؤه ضد المسلمين إلى درجة دعمه لإسرائيل على قتل الأطفال والنساء في جنوب لبنان وغزة وتسمية المقاومين من حزب الله وحركة حماس المدافعين عن أوطانهم بالمجرمين والإرهابيين، والمسلمون يدركون جيدا أن رؤساء الولاياتالمتحدة منذ عهد جورج واشنطن ومرورا بروزفلت وترومان وكنيدي إلى عهد بوش وأوباما هم أبعد الزعماء عن "القول"، و"أفعالهم" هي دائما حياتهم، أما أقوالهم فهي "هومبرغر" للاستهلاك في دول العالم الثالث والإسلامي بالخصوص. * فقد "قال" كارتر بعودة الجولان إلى سوريا قبل نهاية عهدته ولم يتحقق ذلك، و"قال" ريغن بنهاية التحرشات ضد جنوب لبنان قبل نهاية عهدته ولم يتحقق ذلك، و"قال" بوش ببعث دولة فلسطين قبل نهاية عهدته ولم يتحقق ذلك وها هو أوباما أيضا "يقول" بالانسحاب من العراق وإقامة شراكة حقيقية مع العالم الإسلامي قبل نهاية عهدته، ولا أحد يمكنه أن يصدق أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وليس أوباما بالضرورة لا تعادي الإسلام وهي التي لا تعلن الحروب إلا في بلاد الإسلام رغم أنها لا تحارب "الإسلام" الذي تريده هي وتفرضه بتعاليمها هي، وأركانها هي على المسلمين. * إشادة أوباما بتركيا ركز فيها على أنها جمهورية علمانية ديمقراطية وإشادته ببقية الدول الإسلامية مثل مصر وباكستان تصب دائما في ضرورة تبعيتها، لأجل ذلك جاء الآن إلى تركيا ليقول كلاما مدونا في الدستور الأمريكي الذي يقول للمسلمين شيئا ويفعل أشياء، لأن البيت الأبيض لن يتخلى عن "سواده" اتجاه الشرق حتى وإن كان هذه المرة تحت إمرة رجل أسمر. *