الظاهر أن وزارة التربية، وبعد طول انتظار، وضعت يدها على مكمن الداء في مجال العجز الذي تم تسجيله على مدى العشر السنوات الماضية فيما يخص تأطير مادة اللغة الفرنسية على مستوى مناطق الهضاب العليا والجنوب الكبير. * فباعتزامها اتخاذ جملة من الإجراءات بالتعاون مع المعاهد الوطنية وجامعة التكوين المتواصل من أجل تسخير دفعات خريجي هذه المعاهد حاملي شهادة الليسانس أدب فرنسي تكون الوصاية قد اعترفت بتواضع مستوى المؤطرين الذين درّسوا المادة في العشرية الماضية، مستنجدة ببعض متقاعدي القطاع ممن أشرفوا على تأطير هذه المادة لمدة تجاوزت 25 سنة للاستفادة من خدماتهم. * وزير التربية، أبو بكر بن بوزيد، لم يخف تأييده المطلق، من خلال الإجراءات الجديدة، لفكرة جلب الإطار المتقاعد لتغطية العجز المسجل في مادة اللغة الفرنسية، ليس فقط لمناطق الجنوب المحرومة التي حظيت 8 ولايات منها بالقرار، ويتعلق الأمر بولايات أدرار، الأغواط، ورڤلة، غرداية، الجلفة، البيض، إيليزي ووادي سوف، وإنما أيضا تعميم الإجراء على ولايات أخرى بالهضاب العليا، ليوضح بذلك قرار الوزارة الأخير الذي سلم إلى مديريات التربية بالولايات المذكورة بأن النتائج الهزيلة التي تم تسجيلها والتدهور الكبير في المجال التقني لتحصيل هذه المادة تسبب في تدني المستوى لدى معظم الأطوار التربوية بدءا بالمرحلة الابتدائية التي لا زالت تستعين لحد الساعة بمعلمين معينين خارج اختصاصهم، عن طريق التكليف بتدريس أبجديات اللغة الفرنسية. * ولعل ما ذهبت إليه الوزارة، يقول بعض المختصين، جاء خلاصة التقارير السنوية التي دأبت على إعدادها مديريات التربية من كل موسم وعرضها على الوصاية بغرض التقليل من تفاؤل الأطراف التي ظلت تتحدث عن وجود اكتفاء بالقطاع بإمكانه تغطية سلبيات النتائج التي أشار إليها الأساتذة والمؤطرون في أكثر من مرة، كما أن موضوع التكوين لمؤطري هذه المادة ظل مهمشًا ولم تعر له الوزارة الوصية أدنى اهتمام بحجة أن المعاهد الوطنية لم تسجل نسبا كافية للمقبلين على اختصاص اللغة والأدب الفرنسي، وهو ما شارك، حسب المختصين، في استمرار توجيه طلبة نحو المعاهد والجامعات بمستويات متوسطة طوال ال 10 سنوات الماضية، ونسبة العجز المسجل على مستوى تأطير هذه المادة دليل على هذا التدهور مقارنة بما كانت تنتجه المدرسة الجزائرية في سبعينيات القرن الماضي وحتى أواخر الثمانينيات. * وتفيد مصادرنا أن الوزارة المعنية تعتزم توظيف المتحصلين على الليسانس في اللغة الفرنسية والتعاقد مع البعض من متقاعدي القطاع ممن أطروا الأطوار الثلاثة في اللغة الفرنسية. من جهة أخرى ستقدم الوزارة -حسب ذات المصادر- تحفيزات وتسهيلات لحاملي شهادة الليسانس أدب فرنسي بداية من الدخول الدراسي القادم لجل الولايات المذكورة. *