جزائري "يُختطف" وآخر يقتل في ظروف غامضة من طرف "المخازنية" يتنقل، اليوم، وفد من مصلحة مسح الأراضي التابعة لمديرية أملاك الدولة لولاية تلمسان للنظر ميدانيا في الحادث الذي شهدته أول أمس قرية بوكانون الحدودية التابعة لإقليم بلدية مسيردة الفواقة بولاية تلمسان، المقابلة لمدينة أعفير المغربية على بعد حوالي 100متر من الشريط الحدودي الفاصل بين الجزائر والمغرب * بعد تدخل أفراد من الجيش الملكي المغربي ومحاولة منع حوالي 20 فلاحا ومزارعا جزائريا من القيام بأشغال تنقية مجرى مائي في التراب الجزائري بحجة "أنه لا يمكنهم استغلال هذا الوادي الى غاية الإتفاق على رسم الحدود"، رغم أنه كان مستغلا في وقت سابق من طرف هؤلاء الفلاحين لعدة سنوات قبل أن يصبح غير صالح بسبب تردي الأحوال الجوية. * وتعد هذه القضية الثانية من نوعها في نفس المنطقة، حيث تم منع مزارع جزائري من إنجاز حاجز لمنع مرور المهربين بمحاذاة مسكنه على بعد 50مترا من مسرح الحادثة الثانية عام 2007، ويدرج متتبعون للوضع، أن السلطات المغربية تمارس ماوصفوه ب"الاستفزاز" في ظل تكرر مثل هذه التدخلات التي تتزامن مع مطالبها الملحة لفتح الحدود المغلقة منذ عام 1994 فيما تؤكد الجزائر في عدة مناسبات على ضرورة توفر كل الشروط مقابل ذلك. * قالت مصادر محلية متطابقة ل"الشروق"، أن حوالي 20 فلاحا جزائريا كانوا صبيحة الأربعاء الماضي يقومون بأشغال تنقية مجرى مائي غمرته الأوحال والأتربة بسبب الأمطار الغزيرة التي تساقطت مؤخرا على المنطقة وخلفت خسائر بشرية ومادية بالمكان المسمى "الباطوار" (المذبح)، وكان هؤلاء يستخرجون الأتربة عندما تقدم منهم أفراد الجيش الملكي المغربي وطالبوهم بالوقف الفوري للأشغال وهوما أثار استغراب الفلاحين على خلفية أنهم "في أرضهم وملكيتهم"، ليتنقل رئيس دائرة مرسى بن مهيدي الى عين المكان مرفوقا بممثلين عن مصالح الأمن منهم حرس الحدود للوقوف على هذا المشكل وتباحثوا مع ممثلين عن السلطات المغربية يتصدرهم قائد الدرك الملكي لمدينة بركان وقائد الدرك الملكي بأعفير، وتم أخذ صور فوتوغرافية في انتظار ما ستسفر عنه الزيارة الميدانية التي يقوم بها اليوم مندوبون من مصلحة مسح الأراضي. * وتطرح تحركات الجيش الملكي المغربي تساؤلات حول خلفياتها الحقيقية في هذا الوقت بالذات حيث تكررت تدخلاته في الوقت الذي كان أحد المزارعين الذي التقت به "الشروق" في وقت سابق بقرية بوكانون قد استفسر عن سبب اعتماد "المخازنية" ( حرس الحدود المغاربة) التجاهل إزاء المهربين وتسهيل تحركاتهم على الحدود خاصة مهربي الوقود الذين يزداد نشاطهم في فترة الصيف ويعود مهربو المخدرات أدراجهم بعد ملاحقتهم من طرف حرس الحدود الجزائريين دون أدنى مشاكل. * وأفاد مصدر مؤكد في هذا السياق ل"الشروق"، أن أفراد الجيش الملكي المغربي كانوا قد أوقفوا مواطنا جزائريا كان رفقة أصدقائه يتسامرمنهم مغاربة بقرية بوكانون ونقلوه الى مخفر الدرك ببركان، حيث خضع للتحقيق على عدة مستويات قبل الإفراج عنه واسترجاع هاتفه النقال، وشددوا عليه على التصريح بتوقيفه على الشريط الحدودي، ليقوم بإبلاغ مصالح الأمن الجزائرية بالوقائع مباشرة بعد نقله الى الحدود. * ولا تتوفر معلومات عن الحادثة التي تم التحفظ عليها وتتعلق بمقتل جزائري ينحدر من منطقة الزوية من طرف "المخازنية" الذين أطلقوا عليه الرصاص دون إنذاره بالتوقف، وتردد انه إرهابي لحمله لحية لكن تبين لاحقا أنه مجرد مهرب وقود.