علي لاريجاني أيدت منظمة المؤتمر الإسلامي أمس نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا في إيران، وأدانت ما وصفته بالتدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية الإيرانية، عقب تنامي أصوات المشككين في نزاهة الاستحقاقات التي مكنت أحمدي نجاد من عهدة رئاسية ثانية. * * واتفق المشاركون في أشغال الدورة الواحدة والعشرين للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة بالجزائر، على اتخاذ موقف موحد بخصوص التطورات التي تشهدها الساحة الإيرانية، معلنين في البيان الاختتامي وقوفهم إلى جانب القيادة الجديدةالإيرانية، ممثلة في الرئيس أحمدي نجاد، وكذا تأييدهم الصريح لنتائج الانتخابات الرئاسية، موجهين بذلك رسالة واضحة إلى الأنظمة الغربية التي شككت في نزاهة الانتخابات، وأعطت دعمها الكامل للمعارضة، التي أصرت على احتلال الشارع والمطالبة بإلغاء نتاج العملية. * ودعم موقف الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي الموقف الرسمي الجزائري، الذي أعلن عنه رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري، خلال استقباله لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني، حينما قال بأن الجزائر تحترم قرار الشعب الإيراني وسيادته، واعتبر التصريح من قبل المتتبعين للشأن السياسي بمثابة تأييد صريح من قبل الجزائرلإيران، التي استغلت فرصة انعقاد اللقاءات الخاصة بمنظمة المؤتمر الإسلامي لتدعيم موقف القيادة الجديدة، وحشد التأييد الكافي لها، بما يمكنها من التصدي للتدخلات الأجنبية. * وما تزال تداعيات الانتخابات الرئاسية الإيرانية تلقي بظلالها على الساحة الدولية، بسب إصرار بعض البلدان الغربية على ضرورة إلغاء نتائج الانتخابات، وهو ما جعل الرئيس الإيراني يتبنى سياسة هجومية ضد معارضيه في الخارج، متهما صراحة بريطانيا بالوقوف وراء الاحتجاجات التي غمرت الشارع الإيراني، وأدت إلى سقوط عدد من القتلى. * ولم تخف الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي تخوفها من تطورات الأوضاع في إيران، داعية الشعب الإيراني إلى الاتحاد وراء حكومته، وكانت هذه النقطة في صلب المحادثات التي جرت أمس بين رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، وكذا رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني الذي حضر أشغال الدورة ال21 للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، ويبدو أن لاريجاني وُفق إلى حد ما في حشد تأييد العالم الإسلامي لصالح بلاده انطلاقا من الجزائر. * وأكد بن صالح استعداد الجزائر لتوطيد العلاقات البرلمانية مع إيران، إلى جانب دفع وتيرة العلاقات الاقتصادية وترقيتها إلى علاقات سياسية، انطلاقا من المصالح المشتركة بين البلدين بحكم انتمائهما إلى العالم الإسلامي. * وكان عبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني قد دعا الدول الإسلامية للوقوف إلى جانب إيران، قصد مساعدتها على التصدي للتحديات والتهديدات التي تواجه الأمة الإسلامية، معلنا عن تعليمة أصدرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تقضي بضرورة تعزيز العلاقات بين الجزائروإيران، منوها بالدور المميز والكبير لإيران في العالم الإسلامي والمنطقة ككل.