سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لو أنفقت الدولة على المصالحة عشر ما أنفقته على مكافحة الإرهاب لانتهت الأزمة حسان حطاب، الأمير السابق للجماعة السلفية في أول حوار له في الجزائر خص به "الشروق":
حوار ثري بين الشيخ البريك وحسان حطاب بحضور المدير العام ونائب رئيس تحرير الشروق استقدام الشروق للدعاة أثر كثيرا في نفسيات المسلحين رفضت انضمام "الجماعة السلفية" للقاعدة ولا وجود لهذا التنظيم في الجزائر في سابقة تُعد الأولى من نوعها في الجزائر، يفتح الأمير السابق في الجماعة السلفية للدعوة والقتال حسان حطاب صدره عبر منبر "الشروق اليومي" ويتحدث عن آخر المستجدات المتعلقة بمبادرته لدعم المصالحة الوطنية وإقناع المسلحين بالنزول من الجبال والعودة إلى أحضان المجتمع. * * ووجه نداء إلى الجماعات المسلحة أكد لهم فيه أن العمل المسلح في الجزائر غير مشروع وقد بيّن العلماء جميعا موقفهم من الدماء التي تُراق بسببه، كما وجه نداء للسلطات الجزائرية من أجل الدفع بمسار المصالحة الوطنية وتحويله إلى واقع ملموس تُسوى بموجبه جميع المشاكل العالقة التي تواجه المسلحين الذين وضعوا سلاحهم وعادوا إلى أحضان المجتمع، ومن ذلك المشاكل الاجتماعية التي والأوضاع المزرية التي يعيشونها وأُسرَهم يوميا، والمشاكل القضائية التي تدفع بهم إلى المحاكم رغم أن ميثاق السلم والمصالحة يقرر إسقاط المتابعات القضائية عنهم، موضّحا أن التراخي في هذه القضية سيتحول إلى عائق يحول دون نزول المسلحين المتبقين من الجبال. * كما تحدث حسان حطاب في هذا الحوار عن انضمام الجماعة السلفية لتنظيم القاعدة وقال إنه أمر شكلي هدفه ضمان ولاء المسلحين لقادتهم وأنه لا علاقة بين التنظيمين على أرض الواقع. * * منذ انضمام إعلان الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى تنظيم القاعدة في عام 2006، عاودت الجماعات المسلحة نشاطها وبدأت تستقطب من جديد اهتمام وسائل الإعلام في الداخل والخارج نظرا للصدى الذي تُخلفه عملياتها المسلحة، فهل هذا الانضمام إلى القاعدة شيء واقعي أم مجرد دعاية؟ * لقد سبق وأن رفضتُ الانضمام إلى تنظيم القاعدة جملة وتفصيلا، وذلك لمّا كنت في الجبال أميرا على تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وكان بعض الأفراد حينها يريدون أن ننضم إليه. وبعدما توقفنا عن العمل المسلح حذّرنا السلطات من محاولات الجماعة السلفية الانضمام تحت لواء القاعدة، وأن هذا سيأتي بمشاكل كبيرة، ومن ذلك العمليات الانتحارية التي رفضنا القيام بها، وكذا تشويه صورة العلماء لدى الشباب، واختطاف الأجانب وقتلهم وطلب الفدية، فكل هذا يضر بمصلحة البلاد ويدعو الدول الأجنبية إلى التدخل. لقد نبهنا النظام إلى هذا وحذّرناهم منه قبل حدوثه، لأننا كنا نعلم بوجود أمثال هذه الأفكار والنيات ونحن في الجبال، وكنا أمراء على جنود يحملون هذه التصورات، فلما نزلنا وخلا المجال لهم تطورت الأمور وتعقدت، وكان بإمكاننا حينها حسم الأمر في ظرف وجيز بحكم وجود كثير من أفراد التنظيم حينها ممن يعرفوننا ويحترموننا ويثقون فينا، وقلنا هذا الكلام في 2005 ولو عمل النظام بتوجيهاتنا لأمكن حل هذه المعضلة سنة بعد ذلك، أي في 2006، لكن كان هناك تراخ ولامبالاة بأهمية المصالحة التي كانت عنوانا كبيرا وصدى إعلاميا لا يعكس الحجم الواقعي الذي لم يكن يتماشى والحجم الإعلامي، وحتى ميثاق السلم والمصالحة كان فيه إجحاف كبير، ولو ذهبنا إلى المحاكم والبلديات لوجدنا تماطلا وتلاعبا بالمواطنين، وهذا ما عقّد الأمور وزاد الطين بلة. * * وهل هناك فعلا تنظيم للقاعدة في الجزائر تحت مسمى "قاعدة الجهاد في المغرب الإسلامي"؟ * أقولها لك بكل صراحة: انضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى تنظيم القاعدة أمر شكلي فقط، فالقاعدة لا يجمعها ارتباط بالجماعة السلفية في أي شيء، ولا يوجد تنسيق مباشر بين التنظيمين أو أوامر تُتلقى من طرف القاعدة الأم.. لقد كانت هناك اتصالات مع أبي مصعب الزرقاوي سابقا لكن لا يوجد أي تواصل مباشر بين التنظيمين.. لقد جاء انضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى تنظيم القاعدة حفاظا على ماء الوجه ورفع معنويات المسلّحين لأن الجماعة السلفية، صراحة، فقدت شرعيتها ومصداقيتها بعدما انسحبنا منها، ولهذا جاء إعلان الانضمام بمثابة ارتماء في أحضان القاعدة للحفاظ على ولاء الجنود الذين وقع في نفسهم تردد وارتباك واضطراب، حتى لا يتخلوا عن قادتهم. * إنني أقول لك إن بعض الجنود فوق لن ينظروا لا إلى القاعدة أو إلى غيرها، وإنما تهمهم مصلحتهم فقط وما يمكن لهم تحقيقه.. بعض الناس يقتنع بالطرح الشرعي ولكنه لما يرى الحياة الاجتماعية المزرية التي يعيش فيها من تخلوا عن العمل المسلح يترددون، لكن لو رأى المسلحون الآن أن الظروف تغيرت في الساحة وأن الأوضاع الاجتماعية لمن تخلوا عن العمل المسلح قد تحسنت فسيكون هذا إضافة إلى المساعي التي نبذلها دافعا كبيرا لهم لكي يتخلوا عن العمل المسلح ويعودوا إلى أحضان المجتمع. * * المدير العام للشروق الأستاذ علي فضيل ومصطفى فرحات نائب رئيس التحرير * * يبدو أن السنوات الأخيرة أعادت قضية تجنيد أعضاء جدد في "الجماعة السلفية" إلى الواجهة، فلم يلتحق بعض الشباب بالعمل المسلح الآن؟ * عودة التجنيد ترجع إلى عدة جوانب: لقد توقفنا عن القتال في عام 2003 وبقينا في مفاوضات إلى غاية 2005، وقدمنا للنظام تصورا من أجل القضاء على هذه الأزمة، وطلبنا منهم إحقاق الحق.. فرئيس الجمهورية نادى بالمصالحة ونحن قبلناها، وتتبعنا خطاباته على الشاشة في عدة مناسبات وهو يدعو إلى المصالحة، وكنا حذرين لأننا تخوفنا من أن يخفر النظام عهوده وأن ينقلب علينا، فاستجبنا لنداء الرئيس والعلماء، وكذا الشعب الذي انتخب من أجل الوئام المدني في 1999، تحاورنا مع النظام وسلمنا له لائحة مطالب من بين ما تضمنته تمكين التائبين من كافة حقوقهم حتى لا يكون هناك مواطنون من الدرجة الأولى والثانية والثالثة، كما طلبنا منه إطلاق سراح المساجين، وإعادة المطرودين. * لقد كانت للذين نزلوا من الجبال لديهم وعود من النظام لإدماجهم في مناصبهم، والرئيس قال إن هذا أمر سهل وبسيط، غير أننا كنا نرى من نزل قبلنا من الجبال يعيشون أوضاعا اجتماعية مزرية. * إن ميثاق السلم والمصالحة ينص على أن من ينخرط في هذا المسعى سيُبيّض سجله القضائي ولا تُذكر سوابقه فيه، ولكن هناك كثيرون اصطدموا بأن هذا القانون لم يُطبق على أرض الواقع.. وحتى التعويضات المتفق عليها لضحايا المأساة الوطنية من جانب المسلحين الذين نزلوا من الجبال لم يتم تنفيذها إلا في حالات قليلة، وهذا ما يجعل من بقي في الجبال ينظر إلى أن هذه المصالحة غير حقيقية، وإنما هي مجرد شعارات. لقد كنا جادين ومنصفين في مطالبنا التي قدّمناها للنظام، ولم تكن مطالب مستحيلة أو تعجيزية، وحتى النظام يقر بهذا، وعلى النظام أن يساوي بين المواطنين ولا يجعل قسما منهم مدافعا عن الجمهورية وقسما إرهابيا، إن هذا غذى الأزمة وجعلها متواصلة. وهذا التعسف أمر واقع وليس مجرد خيالات، فأغلبية من نزل من الجبال لم يتم تعويضهم كما تنص عليه الاتفاقات، ولا يتعدى مجموع من حصل على تعويضات 5 بالمائة. الناس يتصلون بنا على مستوى الوطن ويمكننا معرفة ما يتعرضون له من متابعات، فمثلا بعض من استفاد من تدابير ميثاق السلم والمصالحة إذا طلبت هويته في حاجز أمني اعتُقل وأُودع السجن لأنه ما يزال في قائمة المبحوث عنهم. وحتى صحيفة السوابق العدلية تحوي إلى الآن الأحكام الصادرة في حقهم سلفا بحكم انتمائهم إلى الجماعات المسلحة، وهو ما يجعلهم في حرج ويحول بينهم وبين البحث عن وظيفة يعيشون منها. وحتى الأسر التي قُتل أفرادها بعضهم سويت وضعيتهم والبعض الآخر لم تسوّ، في مقابل تسوية وضعية الضحايا في الجهة المقابلة. كما أن الملف الذي يُطلب للتعويض تعجيزي، والمساجين الذين ثبتت براءتهم بأحكام قضائية لم يتم تعويضهم ولا إدماجهم في مناصبهم إلا في حالات قليلة ونادرة. * هذه المشاكل هي التي عقدت الظرف المؤزم، ومن في الجبال يقولون لمّا يقفون على هذا الوضع إننا في الجبل منذ سنين ولم تحصلوا على شيء، فلم نترك العمل المسلّح إذًا؟ * لقد تكلمنا في سنة 2005 حول هذا الأمر وأوضحناه وكنا صادقين فيما قلناه، ولكن النظام لم يكن جادا في القضاء على جذور الأزمة، وهذا ما جعلنا متحفظين منه، لكننا في الآونة الأخيرة خرجنا بمبادرة وتبنينا قضايا من نزل من الجبال ورفعناها إلى الجهات المسؤولة، ووجدنا استجابة ونوعا من الجدية من جانب النظام، والحمد لله هناك الآن تعاون في هذا المجال. * * وهل لقيت زيارات الدعاة والعلماء إلى الجزائر صدًى لدى المسلحين، لاسيما بعدما أبدوا موقفا رافضا للفتنة والقتل والتفجير، وأعلنوا ذلك عبر جريدة "الشروق اليومي" خاصة؟ * أنا متأكد من أن الإخوة في الجبال تتبعوا زيارات الدعاة والعلماء إلى الجزائر بدقة، فهم يقرأون الجرائد ويستمعون للمحطات الإذاعية رغم التضييق على المجنّدين من طرف الأمراء فيما يخص اقتناء الجرائد، لكن المجندين يعرفون كيف يصلون إليها خاصة لما يزورون عائلاتهم وأقاربهم، ثم تنتشر أخبار ما يقرأونه في أوساط الجنود. لما تكلم العلماء حول ما يجري في الجزائر في عام 1999 راجعنا أنفسنا واقتنعنا بكلامهم، وبقينا نستمع إلى الأشرطة ونتمعن فيها إلى أن قررنا توقيف العمل المسلح عام 2003، لاسيما وأننا نعرف مكانة أولئك العلماء الأجلاء مثل الشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني رحمة الله عليهم. فحضور العلماء والدعاة الآن يؤثر كثيرا على المسلحين لأنهم يعرفون مكانتهم العلمية وهذا يدفعهم إلى التفكير العميق تجاه ما يفعلون. * * وهل يعني هذا أن زيارات الدعاة والعلماء تساعد بشكل كبير على تجاوز الأزمة وحقن الدماء وتعزيز المصالحة الوطنية؟ * على هذه الزيارات أن تتواصل وتبقى، وعلى الدولة أن تدعمها لأن هذا العمل لا يؤتي نتائجه بين عشية وضحاها، بل على مدى متوسط وطويل، فهذا يجعل الجندي متابعا لما يحدث ويتأثر بنصائح العلماء ودعواتهم لتوقيف العمل المسلح. وحتى من كان في الجبال ونزل يساهم في وقف نزيف الدماء لأن من بقوا في الجبل يعرفون مكانتهم القيادية ومصداقيتهم وتديّنهم وأخلاقهم، فعلى الدولة أيضا أن تدعمهم لكي يوصلوا رسالتهم إلى المسلحين. * بعض المسلحين قد لا يتفقون معنا الآن، ولكنهم يحترموننا، ولمّا يرون اليوم أن حسان حطاب أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال يدعم المصالحة ويسعى لحقن الدماء، ثم يرون غيرهم من القياديين الذين كانوا يعرفونهم في الميدان مثل عبد البر أبو عمر رئيس الهيئة الإعلامية وأبو زكريا السعيد رئيس الهيئة الطبية وبن مسعود أمير المنطقة التاسعة وقد وصلوا إلى نفس القناعة: ألا وهي ضرورة وقف العمل المسلح والانخراط في سلك الجماعة، فسيتساءل هذا المسلح: هل يُعقل أن يجتمع كل أولئك القياديين على ضلال؟ وهل يُعقل أن جميع العلماء موالون للنظام وعملاء؟! إننا انخرطنا في هذا المسعى في سبيل الله وليس من أجل مصالح مادية زائلة، إنها قناعات شرعية.. وهناك من يعرفني من الإخوة في الجبال ويعرف من أكون.. وأكيد أنه سيكون لهذا تأثير كبير يمكّننا من قطع خطوات كبيرة من أجل إرجاع السلم والأمن في الجزائر. * * وكيف كان موقف بعض أعضاء الجماعة السلفية لما تحاورونهم وتُقنعونهم بضرورة ترك العمل المسلّح؟ * بعض الجنود كانوا يشتمونني ويسبونني بكلام بذيء ويتهمونني بالردة، لكنني كنت حريصا على مخاطبتهم باللين وبسط بالأدلة الشرعية لعلهم يُراجعون أنفسهم.. فكان بعضهم يُقدّم لي اعتذاراته وأحيانا كانوا يُرسلون وسائط من أجل أن أصفح عنهم بسبب ما قالوه في حقي. * نحن كنا كنا منصفين ونحترم العلماء، ولمّا قالوا كلمتهم في الجزائر وبيّنوا لنا أن هذا العمل لا يجوز شرعا استجبنا لنداءاتهم ولم نقل إنهم عملاء أو شيء من هذا القبيل. * * * وهل تغيرت أساليب النظام في التعامل معكم؟ * كان النظام في السابق ينحو منحى استئصاليا مما أدى إلى التضييق على بعض المساجد وغلقها وكذا اعتماد سياسة الاعتقالات العشوائية وما إلى ذلك، لكن لما قدم الرئيس بوتفليقة تغيرت أمور كثيرة.. تغيرت لهجة الخطاب وبدأنا نلمس تحسنا في الوضع ورغبة جدية في الخروج من الأزمة، فتابعنا خطابات الرئيس بوتفليقة بدقة ودرسناها ولمّا التمسنا الصدق في خطاباته قررنا تدعيم سياسة رئيس الجمهورية من أجل التوصل إلى النتائج المُرضية. نحن نعلم أن هناك جهات لا تريد المصالحة ولكننا رغم ذلك ندعم الرئيس في هذا المسار. وبجهود المخلصين من العلماء والمسلحين الذين عادوا إلى أحضان المجتمع وكذا الرئيس بوتفليقة ستأخذ الأمور مجراها الصحيح وتتذلل جميع العقبات إن شاء الله. * * وما هي المرجعية التي تعتمدها "الجماعة السلفية" والعلماء الذين لهم تأثير على أولئك الشباب؟ * معظم الشباب سلفيون، ولهذا فهم يحترمون علماء الحجاز خاصة هيئة كبار العلماء، كما يحظى أبو محمد المقدسي بمكانة كبيرة لديهم ويتابعون فتاويه وآراءه.. وهناك دعاة في الجزائر لو يُفسح لهم المجال لساهموا في إقناع الشباب بالنزول من الجبال. وأعتقد أن زيارات العلماء تساهم بشكل إيجابي في إطفاء نار الفتنة والأخذ بيد الشباب إلى الحق، لكني أنبه الإخوة في وسائل الإعلام على ضرورة مخاطبة أولئك الشباب باللين والحكمة والتعقل، وليس بالاتهام والتجريح ووصفهم بأوصاف سيئة، لأن هذا مما يصدهم عن الاستماع للحق والانقياد له. * العلماء يتكلمون أحيانا بإجمال في بعض القضايا، ونحن نطلب منهم التفصيل في هذه الامور المهمة مثل كون من ينزل من الجبال ويضع السلاح مأجور شرعا وليس مرتدا ولا خاطئا أو مذنبا أو من الذين تولوا يوم الزحف، وستراهم ينزلون جماعات جماعات.. * * وهل أثمرت مساعيكم في إقناع المسلحين بالنزول من الجبال ووقف العمل المسلّح؟ * صراحة، عملنا هذا يتطلب استمرارية كبيرة، وليس بين عشية وضحاها سنحصد نتائج ما زرعناه، فالأمر يتطلب صبرا ومثابرة، وبحكم معرفتي بإخواننا الموجودين في الجبال فإني متأكد بأن النتائج ستكون إيجابية.. اليوم نحن نوضح ونسعى ونوجه نداءات كما تنعقد لقاءات مع أهل العلم وهذا ما سيصنع النتائج في المستقبل.. وهذا ليس خاصا بالشباب المسلحين في الجبال فقط، وإنما حتى أولئك المتحمسون والمتابعون عبر الأنترنت ويرغبون في الالتحاق يوما بالعمل المسلح فإنهم بهذا سيتريثون ويراجعون أنفسهم.. وسيقتنعون بخطئهم ومخالفتهم للأصول الشرعية في هذه المسائل. نحن كنا أمراء وقياديين في الجماعة السلفية أنا وجملة من الإخوان ومع ذلك لمّا تبين لنا الحق لم نجد بُدّا من الانخراط في مسعى المصالحة وقمنا بدعمها وتزكيتها، وسعينا ولا نزال في إقناع المسلحين بالانضمام في مسعاها.. ولم يكن إعلان التراجع يسبب حرجا لنا ما دمنا نرجع إلى الحق. * حسان حطاب يحيي ويصافح الشيخ سعد البريك * * هل من كلمة إلى المسلحين في الجبال؟ * أقول للمسلحين في الجبال أو أولئك الراغبين في الالتحاق بهم إن العمل المسلح في الجزائر غير مشروع، وقد تكلم كل العلماء في هذه القضية وبينوا حكمها الشرعي، وهم لهذا آثمون إن بقوا هناك.. وقد فتحت الدولة باب المصالحة وسمحت لكل راغب في النزول من الجبال أن يفعل ذلك فعليهم استغلال هذه الفرصة ويعودوا لأحضان المجتمع.. ونحن أكبر دليل على هذا، فنحن نصول ونجول في أوساط المجتمع ولم يُصبنا أيُّ مكروه والحمد لله. * * وهل من رسالة توجهها إلى النظام؟ * نطلب من النظام أن يُسرع في تسوية أوضاع الإخوة الذين نزلوا من الجبال وانضموا لمسعى المصالحة الوطنية، من الناحية القضائية بتسوية قضاياهم العالقة في المحاكم، ومن الناحية الاجتماعية عليهم أن يعجّلوا بهذه التسوية حتى يقتنع المترددون في الجبال ويُدركوا صدق الدولة في معالجة هذه الأزمة بكل مخلفاتها، فلو أنفقت الدولة على المصالحة عشر ما أنفقته على مكافحة الإرهاب لانتهت الأزمة، وهكذا يستتب الأمن وتلتئم الجروح بإذن الله. *