عرفت المفاوضات الجارية بين فرقاء الأزمة اللبنانية الجارية أطوارها بالعاصمة القطرية أول تعثر لها بعد أن رفضت المعارضة اللبنانية تأجيل البت في قانون الانتخابات إلى غاية التوصل إلى اتفاق حول انتخاب الرئيس اللبناني.وأصرت أطراف المعارضة على ضرورة التوصل إلى اتفاق حول حكومة وحدة وطنية وقانون للانتخابات تحسبا للانتخابات العامة المنتظر اجراؤها العام القادم قبل بدء أية مفاوضات حول الكيفية التي يتم بمقتضاها انتخاب العميد ميشال سليمان لخلافة الرئيس ايميل لحود. وبررت المعارضة موقفها بضرورة الرجوع إلى الاتفاق المتوصل اليه بالعاصمة بيروت تحت اشراف الجامعة العربية والذي سمحت بعقد ندوة الدوحة. وذكر بيان اصدرته قيادات أحزاب المعارضة أنها تؤكد تمسكها بالاتفاق الخاص بمشاركة كل الأطراف اللبنانية في تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل الحديث عن انتخاب رئيس البلاد. وجاء هذا الرفض ردا على مقترح قطري بانتخاب رئيس جديد للبنان قبل طرح مسألتي تشكيل الحكومة وصياغة قانون الانتخابات. وحاولت الوساطة القطرية من خلال هذا المقترح تسريع المفاوضات وتحقيق بعض المكاسب من لقاء الفرقاء الذين التقوا بأمير دولة قطرالشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في جلسة واحدة منذ بدء هذه المفاوضات غير المباشرة قبل ثلاثة أيام. كما تضمن المقترح القطري أيضا تشكيل حكومة وحدة وطنية من 30 وزيرا تعود 13 حقيبة وزارية فيها لأحزاب الموالاة التي تحوز على أغلبية مقاعد البرلمان الحالي على أن تحصل أحزاب المعارضة على عشرة حقائب وزارية ويؤول مصير سبعة آخرين للرئيس الجديد الذي يقوم باختيارهم من مختلف الأطياف اللبنانية الأخرى. وكانت أحزاب المعارضة بقيادة حزب الله رفضت مثل هذا التقسيم في وقت سابق واشترطت حصولها على اكثر من ثلث الحقائب الوزارية أو الحصول على الثلث المعطل الذي يتم اللجوء اليه في حالة اتخاذ الحكومة لقرارات »تمس المصلحة العليا للدولة اللبنانية«. كما اقترحت الوساطة القطرية اضافة بند في نص البيان الختامي للمفاوضات يمنع من خلاله لجوء الأطراف الى استعمال السلاح لأغراض سياسية داخلية. وتسعى الوساطة القطرية التي جاءت بمبادرة من الجامعة العربية وبمشاركة عدة دول غيرمنحازة لأي من طرفي الأزمة اللبنانية إلى تفادي تكرار تجربة الأسبوع الماضي التي كادت أن تحول لبنان إلى ساحة اقتتال بين الإخوة الأعداء على خلفية الأزمة السياسية المتأججة منذ 18شهرا وانفجرت بسبب شبكة الاتصالات التي أقامها حزب الله في محيط مطار بيروت الدولي وأثارت حفيظة احزاب الموالاة التي طالبت بنزعها تماما كماهو الشأن بالنسبة لسلاح المقاومة في جنوب لبنان. وكادت هذه القضية ان تفشل ندوة الدوحة بعد ان اشترطت أحزاب الموالاة طرح سلاح المقاومة على طاولة النقاش. ورفضت المعارضة الفكرة من أساسها وأكدت أن المقاومة وأسلحتها وقدراتها العسكرية ليست مطروحة للنقاش. ولكن أحمد فتفت وزير الشباب والرياضة أكد "أنه في حال عدم طرح مصير سلاح المقاومة على النقاش فاننا سنغادر دون أن نكون قد حققنا شيئا من هذه المفاوضات".