محامية وقنصل فرنسيان يجوبان قرى ومداشر بحثا عن أطفال الزواج المختلط كشفت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم عن اختطاف واحتجاز 3 أطفال جزائريين بالسفارة الدانمركية بالجزائر، تمهيدا لتهريبهم إلى كوبنهاغن، بتواطؤ من أطراف جزائرية لم تسمها، واعتبرت هذه القضية فصل من فصول ما وصفتها ب"المؤامرة" التي تتعرض لها الجزائر، والتي بدأت بقضية الطفلة صفية. * وقالت بن ابراهم في تصريح أمس ل"الشروق" إن والد الطفل وهو جزائري كان متزوجا من امرأة دانماركية قبل أن يطلقها، هو من أخبرها بنبأ اختطاف أولاده الثلاثة، وأكدت بأنها تملك ملفا مفصلا حول هذه القضية تسلمته من والد الأطفال المختطفين، يؤكد أحقيته بحضانة أبنائه، بعد أن تنازلت الأم الدانماركية المطلقة عن ذلك. * واتهمت المحامية التي أضحت مختصة في قضايا تهريب أطفال الزواج المختلط، أطرافا جزائرية بالتواطؤ في محاولة تهريب الأطفال الثلاثة، من خلال التستر على عملية الاختطاف، وعدم التدخل لدى الجهة المختطفة والمحتجزة للأطفال كرهائن، وإعادتهم لوالدهم. * وأشارت بن ابراهم إلى أن الأطفال يتهددهم خطر اقتلاعهم من جذورهم الجزائرية، خاصة وأن محاولات والدهم في استعادتهم من السفارة باءت كلها بالفشل، سيما وأن "البعثة الدبلوماسية الدانماركية تسعى جاهدة لاستغلال خصوصية وطبيعة عملها، في تهريب الأولاد الثلاثة خارج حدود البلاد". * الأستاذة بن ابراهم حذرت من تكرار سيناريو الطفلة "صفية"، التي هربت لفرنسا بقرار من العدالة الجزائرية في ذات الطائرة التي سلم فيها الشاب مامي للمحاكمة في باريس، واعتبرت هذا الأمر انتهاك صارخ للسيادة الوطنية، غير أنها أشارت إلى أن "الأطراف المحلية التي ساهمت في اختطاف واحتجاز الأطفال الثلاثة، قد تراجعت بعض الشيء عن تواطؤها، بعد وصول ملفات هذه القضية إلى السلطات العليا". * وفي السياق ذاته، اتهمت المحامية الجزائرية، الحكومة الفرنسية بالوقوف وراء أطراف وصفتها ب"المشبوهة" في التحضير لعمليات اختطاف أطفال جزائريين من أمهات فرنسية، وتهريبهم إلى فرنسا، وقالت إنها تملك أدلة ثبوتية على أن محامية فرنسية تسافر باستمرار للجزائر وتنتقل برفقة قنصل من نفس جنسيتها، في سيارة رسمية تابعة للقنصلية الفرنسية بالجزائر، للبحث عن أطفال جزائريين من أمهات فرنسيات مطلقات، بغرض تهريبهم، حيث أمهاتهم. * وتابعت بن ابراهم تصريحاتها المثيرة "لدي من الأدلة ما يؤكد على أن المحامية والقنصل الفرنسيين (لم تسمهما)، قدما سيولات مالية لجزائريين بغرض تجنيدهم كجواسيس، للإبلاغ عن مكان تواجد الأطفال المراد تهريبهم لفرنسا". * وناشدت بن ابراهم الحكومة الجزائرية التدخل بحزم لحماية السيادة الوطنية، التي أصبحت مداسة، كما قالت، مستشهدة بقضية الطفلة "صفية"، التي اقتلعت من جذورها الجزائرية العربية الإسلامية، ورمي بها في أحضان عائلة مسيحية، بالرغم من أن العدالة الجزائرية أعطت والد "صفية" المزعوم حق الحضانة في الجزائر وليس في فرنسا. * وأكدت المتحدثة أنها تنتظر تسلم التبليغ من المحكمة العليا للطعن في قضية تسليم الطفلة "صفية" لفرنسا، سيما بعد أن توصلت إلى أدلة على تحايل شاربوك على العدالة الجزائرية، التي أكد لها بأنه مسلم خلال سير دعواه بحضانة البنت، في حين أنه سرعان ما قام بتعميد الطفلة بعد تهريبها إلى فرنسا، وهو أمر وصفته ب"الخطير جدا"، لأن العدالة الجزائرية ما كنت تسلمه "صفية" لو علمت بالأدلة أنه مسيحي. * وقد حاولت الشروق الإتصال بالسفارة الفرنسية بالجزائر لأخذ موقفها من القضية، غير أنه تعذر علينا ذلك، في حين لم نتمكن أصلا الإتصال بالسفارة الدنماركية بالجزائر التي نقلت مؤخرا ألى مكان مجهول بالجزائر.