أكد مؤخرا صحفي مصري يعمل في قسم التحقيقات بإحدى الجرائد البارزة في القاهرة، أن الإعلاميين وجموع المثقفين والفنانين الذين خرجوا عن تيار شتم الجزائر، وقالوا كلمة حق منصفة في حق الجزائر داعين إلى عدم قطع العلاقة معها ومدافعين عن عروبتها، يتعرضون هذه الأيام إلى "شتى فصول التهديد والوعيد من جهات عدة، أبرزها وزير الإعلام أنس الفقي الذي يقود الحرب الإعلامية ضد الجزائر باسم حزب دعاة التوريث، تقضي بفصلهم أو التضييق عليهم ومحاربتهم تحت ما يسمى طابور خامس، أو مثقفين مجزأرين"؟! * وقال الصحفي المدعو "ع.ج"، وهو في العقد الثالث من العمر، خلال اتصال هاتفي معه، أن أصوات العقل والحكمة التي تريد إرجاع البلاد للسكة الصحيحة، بعدما اختطفها مشروع التوريث باسم مباراة كرة القدم، تلاقي صعوبات جمة في التعبير عكس ما تشير إليه الفضائيات المصرية التي تتعنتر ضد الجزائريين، وترفض قول كلمة واحدة ضد إسرائيل؟! * لكن هذه الحرب البينية والمضادة في البيت المصري الداخلي، لم تمنع بعض أصوات العقل من الانطلاق والتحرر، حيث قالت الكاتبة والأديبة الكبيرة صافيناز كاظم في العدد الأسبوعي لجريدة الدستور المصرية معلقة على الأزمة:"إنها فتنة لا أود الدخول كطرف فيها فأنا غاضبة مما يحدث من تزييف للحقائق وتغيير للمفاهيم الثابتة والقيم المتأصلة في جذور الشعوب العربية بسبب مباراة في كرة القدم، لذلك أنا أدعو إلى ضرورة تحريم الكرة طالما تتسبب في تفرقة الشعوب العربية وخلق العداوة بينها لدرجة أن بعض وسائل الإعلام أصبحت تهاجم الشعب الجزائري وتقول إنه بربر وكأنها تهمة رغم أن القائد الإسلامي العظيم طارق بن زياد كان ينتمي لهؤلاء البرابرة." * أما الكاتب عبد الله السناوي - رئيس تحرير جريدة العربي - فيقول "أنا أعتبر الدعوة لقطع العلاقات مع دولة عربية هو عته سياسي وإعلامي خاصة أن بعض الأصوات التي تطالب الآن بقطع العلاقات مع الجزائر لم نسمع لها صوتا عندما ضربت إسرائيل غزة وارتكبت فيها مجازر وحشية ندد بها كل العقلاء في العالم، لذلك أنا أدين حرق العلم الجزائري، لأن هذا سلوك جمهور الدرجة الثالثة لكنه لا يصح أن يصدر عن نقابة المحامين التي يرأسها نقيب المحامين العرب وتتحوّل لمدرج درجة ثالثة يتم فيه حرق العلم الجزائري بدلا من علم إسرائيل". * ويضيف السناوي: قوة مصر الحقيقية في قوتها الناعمة المتمثلة في الأدب والسينما والمسرح والأغاني، وبالتالي فقطع العلاقات مع الجزائر في هذه المجالات يعزل مصر عن دورها وتأثيرها الثقافي في الشعوب العربية لذلك أسعدني رفض المخرج الكبير علي بدرخان قطع العلاقات مع الجزائر، لأنه لا يمكن أن يقود المجتمع مجموعة من النقاد الرياضيين محدودي الثقافة، والمعلقين والمذيعين الجهلاء الذين يسبون الجزائر لدرجة أن أحد هؤلاء المذيعين أهان الفنان فاروق الفيشاوي بسبب رفضه لهذه الغوغائية التي تطالب بقطع العلاقات في كل المجالات، لأنه من غير المعقول أن نلخص الوطنية في أقدام لاعبي كرة قدم". * ويستطرد السناوي قائلا "أريد أن أقول للسيد علاء مبارك إذا كان يشعر أن مصر أهينت في الخرطوم فأنا أقول له إن مصر أهينت أكثر في صناديق الزبالة المنتشرة في كل مكان وفي المدارس والمستشفيات وأقسام الشرطة".