يلجأ الكثير من "الحرّاڤة" المقيمين حاليا بإسبانيا والذين أفلحوا في خوض رحلة بحرية ناجحة نحو شواطئ ألميريا وأليكانت وإفتكاك رخصة المكوث بالتراب الإسباني إلى التسوّل من أجل تأمين قوت يومهم والاحتماء بالمساجد لاتّقاء برودة الطقس حسب ما أكّده ل"الشروق" مهاجرون هناك. * تزداد الأوضاع سوءا يوما بعد يوم بجميع المقاطعات الإسبانية بعد أن أرخت الأزمة المالية العالمية بظلالها على اقتصادات أغلب دول العالم، حيث أكّد "حرّاڤة" يقيمون بالعاصمة "مدريد" في اتصالهم ب"الشروق"، أنّ العديد منهم يلجأون إلى التسوّل للحصول على وجبة تطعمهم من جوع، أو الاستنجاد بالجمعيات الخيرية على مستوى المساجد للحصول على لقمة تسدّ رمقهم، حيث يعيشون بحلول فصل الشتاء أوضاعا مزرية للغاية جعلتهم يفكّرون في العودة إلى أرض الوطن بعدما تبيّن أنّ أحلامهم التي بنوها بأرض إسبانيا لم تكن سوى "بالون" سرعان ما فقعته مظاهر البطالة والفقر المتفشيّة لدى الإسبانيين بحدّ ذاتهم، إذ لم ينجح المهاجرون العرب من جنسيات مختلفة حتّى الحاصلين منهم على وثائق الإقامة بطريقة شرعية، على عمل ووجدوا أنفسهم أمام خيار "الحرڤة" نحو دولة أخرى مثل فرنسا أو الدانمارك أو النرويج لعلّها تكون أحسن حالا، لكنّ الكثير منهم وقعوا في قبضة مصالح الأمن وتمّ إرجاعهم إلى أرض الوطن، وحسب ما ذكرته مصادرنا فإنّ جمعية الصليب الأحمر التي كانت تتكفّل بمصاريف إطعام وإيواء عدد معتبر من "الحرّاڤة" بالعاصمة مدريد أعلنت عن إفلاسها مؤخّرا، وأغلقت أبوابها ليجدوا أنفسهم أمام مصير مجهول، بينما طالب مجموعة من "الحرّاڤة" المقدّر عددهم ب 22 شابّا وصلوا مؤخّرا إلى إسبانيا عن طريق الإبحار السريّ من أحد شواطئ الغرب، بمنحهم تأشيرة العودة إلى الوطن، بعدما تفاجأوا بالظروف المزرية التي يعاني منها المهاجرون ب "قرطبة" التي تمّ ترحيلهم إليها، بعدما ألقت مصالح حرس السواحل القبض عليهم، ومنحوا رخصة البقاء بالتراب الإسباني، واكتشفوا بعد فوات الأوان أنّهم أهدروا المبالغ المالية التي منحوها لشبكات تهريب "الحرّاڤة" هروبا من البطالة والفقر ليقعوا في واقع أسوأ.