كشفت مصادر متطابقة أن رؤساء القوات المسلحة لدول الساحل سيجتمعون نهاية هذا الشهر بالجزائر من أجل دراسة آخر التطورات التي تعيشها منطقة الساحل وثالوث الرعب الصحراوي الرابط بين الجزائر مالي وموريطانيا. * خاصة بعد الوضع الخطير الذي وصلت إليه هذه الأيام سواء من الناحية الأمنية أو الإجرامية، أو النشاطات غير الشرعية كالاتجار بالمخدرات والأسلحة بالإضافة إلى انتقال بقايا الجماعات المسلحة إلى استعمال هذه المنطقة في نشاطات إجرامية لإيهام الرأي العام أن تنظيم القاعدة نسج شبكته في المنطقة مما يفضي على المنطق الأمريكي شيئا من المصداقية ولو بأثر رجعي، ومن المنتظر أن يكون هذا الإجتماع بمثابة الخطوة الحاسمة قبل الشروع في التنسيق الميداني بين مختلف الجيوش لهذه الدول. * ويأتي ذلك في سياق تنسيق أمني غير مسبوق بين دول المنطقة يعود حسب مصادر مطلعة، إلى حرص هذه الدول على سد الباب أمام تدخل أجنبي محتمل، تحت غطاء محاربة الإرهاب، وخاصة أمريكا التي تسعى بكل الطرق تجنيد وجر دول المنطقة إلى حرب أخرى لا وجود لها إلا في مخيلة الاستراتيجيين الأمريكيين، حرب مع ما تسميه واشنطن شبكة القاعدة التي تدعي أنها اتخذت من منطقة الساحل والصحراء مرتعا لها، لأنها حسب التفسير الأمريكي منطقة شاسعة الأرجاء لم يعد بمقدور الحكومات المركزية أن تراقبها أو تبسط عليها سيطرتها الأمنية. * هذا وكان قائد أركان الجيش الوطني الشعبي قد حل يوم الأربعاء الماضي بولاية تيزي وزو، في إطار زيارة مفاجئة، أين ترأس اجتماعا تشاوريا مع المسؤولين المحليين لمختلف قوات الأمن مباشرة بعد توّجهه إلى مقر القطاع العسكري بتيزي وزو قادما من وحدة المجموعة الولائية للدرك الوطني بالمدينة الجديدة، حث فيه على ضرورة تنشيط العمل الاستخباراتي وإعطائه الأولوية القصوى مع التسريع في إعطاء وتبادل المعلومات بين مختلف أسلاك الأجهزة الأمنية وإعادة تنشيط العمليات الخاصة المبنية على المعلومات المستهدفة لرؤوس وأمراء تنظيم "الجماعة السلفية".