ذهب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بنفسه يوم الخميس للقاء الرهينة الفرنسي المفرج عنه في مالي بيير كامات قبل أن يلتحق بفرنسا، كما قام ساركوزي بتقديم الشكر للرئيس المالي، في تحدّ صارخ للجزائر التي عبرت عن استيائها الشديد من تصرف مالي بإطلاق سراح إرهابيين كانا مطلوبين للعدالة في الجزائر. * مثلما أوردته "الشروق" في عدد الأربعاء، تنقل الرئيس ساركوزي خصيصا إلى العاصمة باماكو للقاء الرهينة الفرنسي المفرج عنه ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء من قبل ما يسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، حيث عمل الرئيس الفرنسي على التحدث إلى الفرنسي بيير كامات، وتقديم الشكر للرئيس المالي امادو توماني توري، الذي رضخ للضغوط الفرنسية بإطلاق سراح المطلوبين للعدالة، رغم ما يجمعه من اتفاقيات قضائية مع الجزائر، الشيء الذي اعتبرته الجزائر خيانة، وقد تحدثت المواقع الإخبارية والصحف عن احتمال انتماء الرهينة إلى جهاز المخابرات الفرنسي، بعد تنقل ساركوزي، الشيء الذي سارعت باريس لنفيه. * وأكد الرئيس الفرنسي لقادة مالي أنه يمكنهم الاعتماد على "دعم فرنسا لمحاربة الإرهابيين"، لكن بعد أن تم تحرير الرهينة الفرنسي، واتضح من ذلك أن فرنسا ومن خلال ضغطها على حكومة مالي كانت تفكر بالدرجة الأولى في مصلحة مواطنها، رغم ما في ذلك من خطورة على الوضع الأمني في منطقة الساحل والصحراء، إذ اشترط الخاطفون تحرير 4 إرهابيين كانوا بقبضة الأمن المالي مقابل إطلاق سراح الفرنسي، وهو الشيء الذي حصل بالفعل بإيعاز من فرنسا رغم تحذيرات الجزائر وموريتانيا. * وأوردت القناة الفضائية فرانس 24 مساء الخميس تصريح مسؤول أمريكي عبّر عن امتعاض واشنطن من تصرف مالي بعد إطلاق سراح المطلوبين للعدالة في بلدانهم وهم جزائريين وموريتاني وبوركينابي، ما يجعل باماكو في وضع سيء بخصوص مكافحة الإرهاب التي تقودها دول المنطقة، خاصة بعد سحب الجزائر وموريتانيا لسفيري البلدين من عاصمة مالي احتجاجا على خضوعها لضغوطات باريس، ما يمكن حسابه ضمن سوء العلاقات الجزائرية الفرنسية، والحرب غير المعلنة بين الجزائر وباريس بسبب الخلافات.