مع كل زيارة الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند للجزائر تطفو من عمق الذاكرة الوطنية ألآلام الخيانة وعدم الاعتراف بالمجازر التي ارتكبت في حق الشعب الجزائري، فتنظم الندوات تاريخية وتعلو معها الأصوات المبحوحة علا فرنسا تخجل من نفسها وتعترف بأخطائها المقترفة في حقنا. وتبقى المناورات تطبع زيارة الجلاد للأرض المحروقة لاستثمار في الأرواح مرة أخرى ليكون الجنوب الجزائري الذي ناضل أشاوسه بالنار والحديد حتى تبقى الأرض حرة بداية لنهب والسلب بإسم " الشراكة الاقتصادية"، ففرنسا لم تنسى الصفعة التي رمت بها الى ما وراء البحر المتوسط، بمهانة لن تغتفر، جرت وراءها أذيال الخيبة لتعود من جديد وتجد أبوابا مفتوحة على مصراعيها تناشدها لرفع راية الانتصار وسلب ثروات البلاد وكأن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الاتحاد الأوروبي لن تفك معضلتها إلا الجزائر وأبناء الجزائر وجنوب الجزائر الذي يناضل منذ أشهر لإيقاف مشروع الغاز الصخري لما له مخاطر جسيمة على أرواح سكانه... وكأننا نعود الى زمن التجارب النووية التي أتت على الأخضر واليابس ب "رقان"، حيث مازال أهلها ينتظرون تعويضا عن السموم التي نخرت أجسادهم فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. ومن يكترث وفرنسا تعود ألينا لتغتصب الأرض وتسلب الأصوات المعادية الحق في الكلام دون أن تعتذر عن جرائمها التي راح ضحيتها الملايين. هرمنا ونحن نسمع نفس العبارات في كل زيارة لهولاند الذي لأسف يتحاشى الخوض في مسألة الذاكرة و لكنه يغمض يداه في شؤون الداخلية للبلاد ليؤكد للمحكومين أن حاكمهم بخير يمكنه أن يقود السفينة التي تكاد أن تغرق الى بر الأمان، ليكون بذلك هولاند طبيبا ورئيسا ومحكما ومستثمر في ذات الوقت وما على الشعب الجزائر إلا هز الرأس وانتظار ما سيسفر عنه المجهول. وما نريد إلا الإصلاح وما توفقنا إلا بالله