وجد أزيد من 100 مقاول أنفسهم مجبرين على التحجج بارتفاع دراجات الحرارة بعاصمة الجنوب الشرقي ورقلة، إلى مستويات قياسية دفعتهم لتجميد نشاطهم ومغادرة غالبيتهم تراب الولاية في الشهر الفضيل، وبدت عشرات المواقع التابعة لمؤسسات الأشغال العمومية كأطلال بعدما هجرها العمال وتوقف النشاط بها جرّاء فرار أصحابها بسبب درجات الحرارة المرتفعة. تشهد ورشات البناء بولاية ورقلة، حالة من الركود في شهر رمضان جرّاء الحرارة القياسية التي عرفتها المنطقة مع مطلع الشهر الفضيل، التي أصبحت حسب بعضهم، تخلق صعوبة في حركة العمال ومساحات مكشوفة تحت أشعة الشمس الحارقة، علما أن جميع العمال بهذا القطاع يحرمون من عطل الصيف، هذا ولم يشفع لهؤلاء ارتباطهم بعقود تحدد الرزنامة الزمنية لسير المشاريع وتاريخ تسلميها لمؤسسات الدولة، وهو وضع انجرّ عنه رهن مصير مئات العمال العاديين الذين جمدت رواتبهم بمجرد مغادرتهم الورشات، علما أن هناك أكثر من 580 مؤسسة خاصة تشغل الواحدة منها ما بين 20 و50 عاملا يوميا، في الوقت الذي نفت فيه مصالح مديريات السكن والبناء والتهيئة العمرانية توقف نشاط المقاولات النشطة بولاية ورقلة، وتشير مصادر "الشروق" من داخل ذات الهيئات الحكومية إلى جهل غالبية مسؤوليها ما يجري في الميدان بعدما اقتصر متابعة هؤلاء لمشاريع حكومية ضخمة على زيارة مكاتبهم في الحادية عشر صباحا ليغادروها منتصف النهار. ويشهد مجال الأشغال الكبرى وورشات البناء بعاصمة الواحات، زوبعة من المشاكل التي ظهرت في الأشهر الأخيرة مع القرار الأخير لوالي الولاية، القاضي بترحيل الأفارقة إلى بلدانهم الأصلية جرّاء المشاكل الجمّة التي تسبب فيها بعض الحرّاقة بالمنطقة من نهب واعتداءات وتقتيل، ناهيك عن اختطاف القصر للشعوذة، غير أن أغلبيتهم ساهموا بشكل كبير في عدة مشاريع كبرى في مجال البناء بالجهة، وتضررت جل المقاولات من عملية ترحيلهم حسب تصريح أحد المقاولين من ورقلة ل"الشروق" أن هناك عجز كبير في اليد العاملة بالولاية وشباب المنطقة يريد أن يعمل في المؤسسات البترولية، فيما أكد ذات المتحدث غلق المقاولات وأصحاب المؤسسة الصغيرة لورشاتهم ومغادرة تراب الولاية خلال شهر رمضان.