بعد تعرض "الشروق أون لاين" إلى تلك القرصنة الرعناء تحول مقر "الشروق" إلى خلية نحل حقيقية، تقنيون أكفاء يعملون الممكن والمستحيل لضمان العودة السريعة للموقع إلى قرائه الأوفياء، آلاف الرسائل التي تبدأ بالاستفهام وتنتهي بالدعم والتضامن عبر الهاتف والفاكس والبريد الإلكتروني. وبقدر موجة الثورة والغضب التي اجتاحت أسرة "الشروق" غيرة على موقعها الإلكتروني وموقع كل الجزائريين والعرب في الداخل والخارج الذي تعرض إلى هجوم مصري جبان، بقدر ما انتابها شعور لا يوصف بالسعادة. فبعيدا عن الخلفيات السياسية والأمنية لهذه الجريمة الجاري مواجهتها بحزم وبقوة والتحقيق حول المتورطين فيها أفرادا وأجهزة بجدية إلا أنها جاءت صفعة مذلة لمقترفيها، تلك الدكاكين المصرية، التي بذلت الغالي والرخيس واستثمرت كل رصيدها من الأخلاق والشرف والمصداقية في بورصة النخاسة العالمية حتى تثبت لرأيها العام بأن "الشروق" جريدة لا تمثل شيئا في الفضاء الإعلامي الجزائري..قبل أن يرتد السحر على الساحر ويقع حافر الحفرة فيها. كيف لعاقل الآن وبعد هذه الهجمة الجبانة أن يصدق تلك الكذبة الغبية؟ كيف لموقع إلكتروني لجريدة صغيرة محدودة التأثير أن يواجه بهذا الجيش من القراصنة المؤطرين والمأمورين والممولين والموجهين، وبهذا الكم الهائل من أحدث وأرقى الأدوات التكنولوجية؟..هجوم كهذا لا يشن إلا على المواقع الكبيرة..على الجرائد الكبيرة، ليس فقط برقم سحبها وعدد قرائها، ولكن أيضا بتأثيرها الواسع في الرأيين العامين الداخلي والخارجي. تأتي السعادة في النهاية لتحل محل الثورة والغضب..فهذا الهجوم، الذي ارتد وبالا على الأنذال الواقفين وراءه يحركونه ضد الجزائر كما حركوا وسائل إعلامهم من قبل، هو في الحقيقة وسام شرف على صدر "الشروق"، فهي من خلاله تدفع ضريبة الدفاع عن الجزائر..عن شعبها وكرامتها ورموزها، مما حولها إلى شوكة مؤلمة في حلق كل متربص بهذا البلد الغالي وكل متآمر على تاريخه الناصع، تقض عليه مضجعه وتذهب عنه نومه وتردي ليله نهارا..هكذا كانت "الشروق"، هكذا هي، وهكذا ستبقى، رغم أنف قراصنة مصر وإسرائيل والأجهزة التي وظفتهم.