أقدم مواطنون فجر الجمعة، على حرق نحو 14 سكنا فوضويا بحي بوعمامة الشعبي في حاسي مسعود التابعة لورقلة، وهذا عقب وقوع جريمة قتل راح ضحيتها شاب من الحي اتهمت امرأة بارتكابها. قتل الشاب البالغ من العمر 21 سنة، في حدود العاشرة من مساء الخميس، بطعنة سكين على مستوى القلب، على يد الجانية المفترضة المقيمة بالحي ذاته، وأشعلت الجريمة فتيل التوتر، ليعمد عشرات السكان، في حدود الرابعة فجرا إلى محاصرة بيوت يصفونها بالمشبوهة، ويقومون بحرقها عن آخرها. وتعود غالبية البيوت المحروقة لعاملات نظافة من خارج المنطقة، يشتغلن بالشركات البترولية ما أعاد إلى الأذهان الأحداث التي عرفها الحي الشهير باسم "حي الهايشة" في عامي 2004 و2010، حين أحرقت العديد من المساكن، التي اعتبرت "أوكارا للرذيلة"، حسب المهاجمين وقتها، كما تحدثت تقارير عن وقوع اعتداءات، وعمليات اغتصاب، ما جعل للقضية صدى دوليا، وكانت تلك الأحداث محل إدانة من منظمة العفو الدولية "أمنستي" وجهات دولية أخرى، في حين قللت السلطات الجزائرية من شأن تلك الأحداث، واستنكرت ما وصفته ب"المبالغة" في تناولها. وقد هرعت الشرطة والحماية المدنية الجمعة إلى الحي، لاحتواء الموقف، وقامت بتأمين خروج الأفراد والعائلات الذين كانوا يقطنون البيوت المحترقة، من الحي، حيث غادر البعض منهم المدينة. كما أوقفت الشرطة المرأة، التي يشتبه في ارتكابها الجريمة، وباشرت التحقيق معها. وبعدها قامت مصالح البلدية صباح الجمعة ، بهدم 20 مسكنا بالحي بواسطة الجرافات، وسوتها بالأرض. وقال رئيس المجلس الشعبي البلدي لحاسي مسعود ياسين بن ساسي، في تصريح ل"الشروق" إن قرارات الهدم خصت مساكن في وضعية غير قانونية، وأن العملية ستطال 10 مساكن أخرى، للسبب ذاته، مضيفا أنه يتعين على أصحابها التوجه للعدالة، إن كانوا يعتبرون أنفسهم في وضعية قانونية. واستمرت حالة التوتر والترقب طيلة ، الجمعة، بحي "الهايشة"، حيث قال السكان، إن للسلطات مسؤولية فيما وقع، كونهم وجهوا عديد الشكاوى لمختلف الجهات المعنية، داعين إياها لمعالجة وضعية، ما وصفوه ب"أوكار الرذيلة" في الحي، دون أن تحرك ساكنا حسبهم.