شاب السبت هدوء حذر حي بوعمامة الشعبي بحاسي مسعود في ولاية ورقلة، بعد الأحداث التي عرفها يومي الخميس والجمعة، حين أقدم مواطنون على حرق منازل فوضوية، بالحي الذي يعرف أيضا باسم "حي الهايشة"، عقب مقتل شاب في جريمة وجهت فيها التهمة إلى إحدى ساكنات البيوت الفوضوية بارتكابها، حيث قال السكان إن المنازل المحروقة "بؤر للرذيلة" وتؤدي إلى انتشار الجريمة. ليعقب ذلك تهديم السلطات البلدية 20 مسكنا فوضويا. وواصلت السبت سلطات بلدية حاسي مسعود هدم المساكن الفوضوية بالحي، إذ هدمت الجرافات 10 مساكن، ليصل بذلك عدد المساكن المهدمة إلى 30، يعود بعضها إلى أفراد منهم عاملات نظافة بشركات بترول، وأخرى لعائلات، وقد تم أمس إيواء عدد من تلك العائلات في دار للشباب، في حين تفرقت البقية، وتم إخراج الجميع من الحي بمواكبة من الشرطة، التي تواصل حضورها أمس بالمنطقة، لمراقبة الوضع عن كثب. وعبرت عائلات هدمت مساكنها في تصريحات ل "الشروق"، عن استيائها وشعورها ب "الظلم" إزاء ما حصل، "نحن عائلات شريفة ولا علاقة لنا بأوكار الرذيلة، فلم يهدمون مساكننا؟" يقول رب إحدى العائلات، ليعرب عن غضبه حيال قيام البلدية بهدم مساكن فوضوية دون أخرى حسبه، معتبرا الأمر "تمييزا ومحسوبية". فبالنسبة إليه "ما دامت عملية الهدم تدخل في إطار تطبيق القانون، فلمَ لا يطبق القانون على الجميع؟". واشتكت عائلات هدمت مساكنها من تعرض أثاثها وأمتعتها لعمليات نهب، فيما لا تزال أمتعة عائلات أخرى ملقاة في العراء. ودقت العائلات ناقوس الخطر، داعية إلى التكفل بها، متسائلة عن مصير أبنائها المتمدرسين، مع حلول الموسم الدراسي. وعلمت "الشروق" ضمن هذا السياق، أن هناك مساعي لمباشرة تكفل ظرفي بالعائلات المتضررة، من طرف الهلال الأحمر الجزائري. وذكر نائب رئيس بلدية حاسي مسعود ل "الشروق"، أن اجتماعا للجنة الأمنية للدائرة، سيعقد صباح اليوم، لبحث الوضع واتخاذ تدابير لاحتوائه بكل أبعاده. كما كشف المصدر ذاته أن المساحة التي كانت تضم السكنات الفوضوية المهدمة، ستخصص لصالح توسعة المقبرة الموجودة بالمنطقة.