لعب ضد الجزائر وسجل هدفين عام 2007 ما لذي فعله الأرجنتيني ميسي سهرة أول أمس في برشلونة؟ لا أحد تمكن من الإجابة عن هذا السؤال، فالفتى غريب الأطوار لعب لوحده ولم يهزم فريق الأرسنال فقط وإنما هزم برشلونة لأنه لأول مرة في التاريخ يتابع عشاق الكرة لاعبا بحجم فريق.. بل إنه أقوى من أي فريق، ومن غير المعقول أن نقول أن برشلونة سحق نادي أرسنال لأن الذي فاز على الأرسنال بالضربة القاضية هو ليونيل ميسي الذي سجل بكل الطرق الفنية الممكنة، ورغم عبقرية بيلي ومارادونا فإنهما لم يتمكنا على مدار سنوات عطائهما الكروي التي انتهت، من فعل ما فعل ميسي سهرة أول أمس وأمام من؟ وفي إطار أي تظاهرة؟ * الجزائريون لم يكن لهم من حديث نهار أمس إلا عن الظاهرة الكروية العالمية الجديدة والتي ستكون للجزائر شرف التواجد معها في الصائفة القادمة رغم أن إمكانية مواجهة ميسي غير واردة، إلا إذا بلغ الخضر الدور الربع النهائي.. لكن الجزائريين الذين يعشقون الكرة ويفهمون أدق تفاصيلها تمتعوا أول أمس ورفعوا قبعاتهم لهذا النجم الكبير الذي مازال يافعا وأمامه على الأقل عشر سنوات أخرى لينفجر ويصبح ربما ظاهرة عالمية لا تتكرر، وحتى عشاق الريال من الجزائريين بدأوا في التفكير في تغيير الألوان لأجل ميسي. * ولد ليونيل ميسي في 24 جوان 1987 أي بعد شهر فقط من السنفونية التي عزفها ماجر في ملعب فيينا في نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة بالعقب الشهير الذي جعل جزائريا لأول ولآخر مرة يحمل أغلى كأس أوربية.. أي أن ميسي خلال المونديال القادم سيحتفل بعيد ميلاده الثالث والعشرين، وكانت بداية ميسي مع الحياة صعبة ومعقدة ويندم الإسبان لأنهم لم يقدموا للنجم عندما جاء به والده إلى برشلونة وهو في سن 16 الجنسية الإسبانية، وإلا لكانوا قد دخلوا المونديال، وهم المرشحون الأوائل والوحيدون للتتويج بأغلى كأس.. خاصة أن الأرجنتين لم تمنحه فرصة البروز، فكان بالنسبة للعديد من المدربين مجرد معوّق وهو في حاجة إلى طبيب وليس إلى أن يلعب كرة، وتعذب والده كثيرا عندما أخطره طبيب في العاصمة الأرجنتينية بأن إبنه يحتاج إلى علاج خاص، لأنه ناقص هرمونات، وكان طوله مترا فقط ورفضته كل الفرق الأرجنتينية، واعتبرته فنان كرة استعراضية ولا يصلح لأن يكون لاعب كرة، فطار والده إلى إسبانيا وتقدم من النادي الكتالاني الذي فتح له الأبواب ومنحه فرص التألق.. ولعب الشاب الذي لو بقي في الأرجنتين لرقد في مستشفياتها للأبد، لعب أول لقاء رسمي له مع برشلونة أمام ألباسيتي وتمكن من الإبداع في 16 أكتوبر 2004 أي عندما كان عمره17 سنة و4 أشهر، حيث أتحفه رونالدينو بكرة على طبق تقدم بها ورفعها فوق رأس الحارس، فأعلن أنصار برشلونة ميلاد نجمهم الكبير الذي قالت الصحف الإسبانية أمس أنه من المحتمل أن يصل ثمن اللاعب إلى مليار دولار! لأنه بيكاسو العصر.. ويعتبر المدرب الهولندي ريكار أول من منحه فرصة البروز تزامنا مع تكفل برشلونة بعلاجه حتى تجاوز إعاقته البدنية التي كانت مشكلته.. ولكن مشكلة ميسي الكبرى كانت بسبب الإصابات التي تعرض لها، وكم كانت كثيرة ومؤثرة خاصة في موسم 2005 2006 وأيضا في موسم 2006 2007 ولكنه منذ الموسم الماضي بدأ يجني الثمار بألقاب برشلونة وألقابه، وصار الآن من الظلم أن نقارنه برونالدو أو بروني أو بغيرهما لأنهم جميعا لاعبو كرة، أما ميسي فهو من كوكب آخر ويلعب رياضة أخرى. * واجه الخضر وعمره عشرين عاما و سجل هدفين في مرمى حجاوي * * لا أحد ينسى مواجهة الخامس من جوان 2007 في برشلونة عندما واجهت الجزائر الأرجنتين بنجمها ميسي الذي كان في ربيعه العشرين وفي برشلونة، ولعب للجزائر الحارس حجاوي الذي تحمل عبء اللقاء بسبب غياب ڤاواوي الذي كان في الرحلة ولم يتم إشراكه بعد تلقيه عقوبة في لقاء مع الرأس الأخضر، مما جعل المدرب كفالي يشرك حجاوي لإدخاله المنافسة العالمية إضافة إلى بوڤرة وبوزيد ومنيري وبلحاج وعنتر يحيى وشاذلي عمري وزياني ومنصوري وبزاز، ومرت دقائق المباراة كالأحلام أمام أنظار حوالي 20 ألف جزائري حضروا المباراة ، حيث تمكنت الأرجنتين من التهديف عن طريق ضربة جزاء، ولكن الوضع إنقلب وانتهى الشوط الأول لصالح رفقاء زياني بهدفين من رأسية عنتر يحيى ومخالفة بلحاج الذي كان يلعب لسيدان الفرنسي، ولكن في الشوط الثاني تحرك ميسي واكتسح مدافعينا فتحصل على ضربة جزاء هز بها شباك حجاوي، وبعد هدف ثالث أرجنتيني عاد ميسي ليبدع بمراوغات فنية وهز الشباك مرة ثانية ورابعة لمنتخب بلاده ومن مخالفة ثابتة قلص بلحاج النتيجة بكرة ارتطمت في مدافع أرجنتيني، وضم منتخب الأرجنتين لاعبين كبار منهم سافيولا ومليتو وآيمار وزانيتي. * هل يتكرر الحلم الذي مر عليه 3 سنوات ويعود مطمور الذي شارك في تلك المباراة لمواجهة ميسي الناضج الآن والأكثر إبداعا ورعبا؟ * * معيزة للشروق اليومي:"عندما شاهدته في برشلونة عرفت أنه من كوكب آخر" * * إتصلت الشروق اليومي زوال أمس بلاعبينا المحليين الذين واجهوا ميسي في برشلونة، فقال سمير زاوي أنه ليس مؤهلا لأن يتحدث عن هذا النجم العالمي لأنه لعب دقيقة واحدة فقط في آخر المباراة، أما عادل معيزة الذي أشركه كفالي في المقابلة فحمد الله لأن المكان الذي تواجد فيه هو في الملعب لم يصدمه بهذا اللاعب الظاهرة، وقال إنه غير عادي، وعندما تدخل الميدان وتشاهده أمامك تحس أنه من كوكب آخر.. معيزة قال إنه بإمكانه أن يتكلم عن أي لاعب عالمي أما عن ميسي فهو خارج مجال التعليق، وقال إن ميسي هو نفسه من 2007 إلى 2010 لم يتغير أبدا، وما صار يفعله هو الأمر العادي بالنسبة لنجم تجرأ الآن الكثير من المختصين وأعلنوا صراحة أنه قد يمسح من الذاكرة ظواهر الكرة الكبار والخالدين مثل بيلي ومارادونا اللذين سبقا لهما أن واجها الجزائريين، حيث لعب بيلي مرتين في لقاءين وديين ضد الجزائر مع ناديه سانتوس في الستينات، ومارادونا مع منتخب الأواسط وسجل ثلاثة أهداف من الخمسة في مونديال 1979 باليابان في مرمى الحارس رحماني.