منعت شرطة الحدود بالمطار الدولي هواري بومدين بالعاصمة، مؤخّرا، مجموعة من الشباب من السفر إلى دولة الإكوادور بأمريكا اللاتينية، التي أصبحت وجهة مفضّلة وطريقا آخر للهجرة نحو دول أوروبية مثل إسبانيا وفرنسا، إلاّ أنّ المنع المفاجئ من السفر أدّى إلى تكبّد هؤلاء خسائر معتبرة. أفادت تصريحات مجموعة من الشباب، أنّهم تعرّضوا للمنع من السفر نحو دولة الإكوادور جنوب القارة الأمريكية، من قبل شرطة الحدود بالمطار الدولي هواري بومدين بالعاصمة بحجّة عدم حيازة تأشيرة العبور "فيزا ترانزيت"، وبلغ عدد الحالات الممنوعة من السفر خلال الأيّام الأخيرة أكثر من 20 شابّا، أبدوا استياء كبيرا بخصوص هذه الإجراءات التي لم تكن مطبّقة من قبل، بدليل سفر العشرات بهذه الطريقة. وأوضح المتضرّرون من الإجراء أن المهاجرين الجزائريين يسافرون إلى الإكوادور بالتذكرة فقط لأن السفارة لا تطلب التأشيرة للسفر إلى هذا البلد، ومن هناك يتوجهون إلى دول أوروبا مثل إسبانيا بطريقة سهلة بدل "الحرقة"، إلاّ أنّ ما حدث مؤخرا هو منعهم من السفر إلى الإكوادور على مستوى مطار العاصمة بحجّة ضرورة الحصول على تأشيرة "ترانزيت". وتعتبر الإكوادور دولة يمكن السفر إليها بتذكرة الطائرة فقط ومن دون الحاجة إلى التأشيرة، فيما يقدّر ثمن التذكرة ما بين 17 و20 مليون سنتيم، وقد تحوّلت الإكوادور وغيرها من دول أمريكا اللاتينية إلى مقصد الكثيرين من الجزائريين الراغبين في الهجرة، حيث يقومون بالتوجّه إليها ثمّ يتنقّلون بكلّ حرّية نحو دول أوروبية مثل إسبانيا أو فرنسا أو غيرها، إذ لا يتطلّب ذلك إجراءات صعبة ويتنقّل الأشخاص ما بين هذه البلدان بكلّ حرّية خصوصا أنّ الإكوادور مثلا يتحدّث أزيد من 94 بالمائة من سكّانها اللغة الإسبانية وكذا الشأن بالنسبة إلى دول أخرى من أمريكا اللاتينية، كما بالإمكان تسوية الوضعية وحيازة وثائق الإقامة والسفر بسهولة، وهو ما شجّع جزائريين على السفر إليها رغم أنّها مصنّفة من بين الدول الفقيرة في العالم، لكنّها في نظرهم منطقة عبور فقط لتحقيق حلم العيش في أوروبا أو أمريكا، وقد أعرب الممنوعون من السفر عن استيائهم لهذه الإجراءات خصوصا أنّهم اقتنوا تذاكر السفر بمبالغ باهظة. وفي السياق، حذّر مغتربون في الخارج من الهجرة إلى أوكرانيا أين يتعرّض جزائريون للتحايل من قبل أشخاص يسلبونهم أموالا معتبرة مقابل مساعدتهم على الدخول إلى دول الجوار عن طريق بلغاريا أو هنغاريا، معتبرين أنّ الطريقة المثلى هي السفر إلى دول أمريكيا اللاتينية والتي تبقى أقّل خطورة من الهجرة سرّا عن طريق زوارق الموت بحرا.