يتعرض المجمع الريفي "المقفر" المتواجد بمنطقة حناشة بالمفاتحة الواقعة جنوبي المدية إلى تدهور مس عشرات البنايات شيدت منذ ما يربو عن عقد من الزمن بعد أن التهمت غلافا ماليا قدره 15 مليار و800 مليون سنتيم، وصار حالها اليوم أشبه بمستوطنات مأهولة نظرا لتسرع السلطات المعنية بادئ الأمر وعدم ركونها حسب مصادر "الشروق" إلى دراسة جدية واستراتيجية حقيقية تجنبها الفضيحة وإهدار المال العام. استفاد سكان بلدية المفاتحة لما يقارب 45 بناية منجزة داخل منطقة معزولة شكلت في مجملها مجمعا ريفيا الغرض منه على الورق القضاء على أزمة السكن غير أن الواقع يقول السكان "للشروق" يثبت أن هذه المستوطنات لم تعد اليوم سوى مجرد حظائر تأوي الحمام، وحسب مصادر فإن الوكالة العقارية قامت ببناء المشروع سنة 2005 غير أن الجهة المخولة بالإنجاز والمتابعة لم تلتزما بالمعايير المعمول بها قانونا في البناء كالتهيئة السليمة وعدم تركيب الأبواب والنوافذ ما طرح عديد التساؤلات، وحاليا يفتقر المجمع الريفي إلى جدار واق وغاز المدينة نظرا للبرودة القاسية في تلك المنطقة المتواجدة في مكان عال مرتفع عن سطح البحر. وعن سبب إحجام الأهالي عن هذه البنايات، فقد أكد بعضهم أن نمط عيشهم الريفي لا يتناسب وما توفره بنايات ضيقة خاصة وأنهم يعتمدون في تحصيل قوتهم اليومي على تربية المواشي والأبقار بعد فرار دام لعدة سنوات خلال العشرية السوداء غير أنه وبعد استتباب الأمن قابله ذلك فرحة عودتهم إلى أراضيهم سرعان ما عكره صفو تعنت السلطات البلدية والجهات المعنية التي لم تفلح لغير إهدار المال العام وعدم الاستثمار الإيجابي في هذا المشروع الذي ترك عرضة للتردي والإهمال. كما أشار في الصدد ذاته المشتكون أنه رغم سعي البلدية استمالة المواطنين للالتحاق بهذه السكنات إلا أن مساعيهم سقطت في الماء، متسائلين عن سبب تجاهل السلطات إيفد لجنة وفتح تحقيق حول مدى مطابقة غلافه المالي وما تم تجسيده فعليا.