تعاني مئات العائلات القاطنة على مستوى بلدية البوعيش أو "الأربعاء" كما يصطلح على تسميتها سكان المنطقة الواقعة جنوبي المدية من مشكلة انعدام مادتي الكهرباء والغاز اللتين يعد وجودهما أكثر من ضروري، سيما خلال هذا الموسم من البرد، حيث مسّ فيروس الكهرباء والغاز عديد القرى والمداشر وحتى المدارس الابتدائية منذ سنوات، فلم تفلح جهود المواطنين المبذولة ولم يجدوا لمعضلتهم من سبيل فلجؤوا خاضعين للشموع وقارورات غاز البوتان كحل حتمي قاهر. ناشد عشرات سكان حي 80 مسكنا السلطات المعنية تذليل الصعوبات عنهم والإسراع في توصيل غاز المدينة رغم مضي أكثر من أربع سنوات على ولوج سكناتهم، إلا أن تعصّب مديرية الترقية والتسيير العقاري في عدم تسديدها لما عليها من ديون لدى مديرية سونلغاز أضحت - حسب المشتكين - بمثابة "ماركة مسجلة" يردّدها مسؤولو المصلحتين لِماما على مسامع الشاكين. نفس الوضع ينطبق على نحو 300 عائلة بقرية البلبالة التي تساءل سكانها في حيرة عن سبب استفادة أهالي قرية سلمانة بولاية تيسمسيلت المجاورة من غاز المدينة عبر الأنبوب الرئيسي المار عليهم الرابط بين المدية وتيسمسيلت، أما هم فتم تفاديهم يقول هؤلاء وتركوا لصراعهم مع قارورة غاز البوتان وما سبّبته الأخيرة من إنهاك مضن لجيوبهم علما وأن مفعولها لم يعد يؤتي أكله في مجابهة برد الشتاء الذي ما فتئ ينخر أجسادهم، وفي ذات الصدد أكد بعض سكان الحي الريفي الجديد أن عدم التحاق غالبيتهم بالحي المشيد حديثا راجع لافتقار الأخير لغاز المدينة والكهرباء على حد سواء يضاف إلى هؤلاء زهاء 20 عائلة أخرى تسكن بقرية عبد المولى التي ما تزال تعتمد على الوسيلة العتيقة في الإنارة كالشموع ومنهم من يستنجد بمولدات الكهرباء رغم شكاواهم لدى المصالح المعنية بيد أن مصيرها كان مآله الأدراج. كما أكد بعض الأولياء بمنطقة الشْؤوفة، أن مشكل الكهرباء بلغ حدا لا يطاق، حيث لم يعد يضير السلطات المعنية الإبقاء على قرابة 200 تلميذ يدرسون بابتدائية القرية من دون كهرباء منذ سنة 1999 رغم المسافة اليسيرة الفاصلة بين العمود الكهربائي والمدرسة بنحو 200 متر، ما جعلهم يطالبون مديرية الطاقة والمناجم التحرك بدل اكتفائها بالتفرج، كما اشتكى أيضا بعض أولياء منطقة دَرْجْ التي تفتقر مدرستهم هي الأخرى إلى الكهرباء هذه الأخيرة التي تضم نحو 100 متمدرس.