بعدما كان الأمر يقتصر على عمليات التشهير بالأشخاص عبر نشر فيديوهات وصل الأمر إلى أخطر من ذلك، حيث طلب قراصنة مغاربة من شاب يمقيم بمدينة تلمسان دفع مبلغ 3 آلاف دولار مقابل عدم نشر فيديو فاضح مفبرك، يتضمن بعض الصور ومقاطع الفيديو الخاصة به. وتمكن هؤلاء المغاربة من قرصنة حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي منها الفايسبوك وإنستغرام، والقيام بعملية تركيب لتلك الصور والتسجيلات السمعية البصرية، قبل أن يقوموا بالاتصال به هاتفيا مهددين إياه بنشر الفيديو الفاضح في حالة ما إذا لم يقم بمنحهم مبلغ 3 آلاف دولار. وبالرغم من محاولته ثنيهم عن فعلتهم الإجرامية إلا أنهم رفضوا، مطالبين منه الإسراع في تمكينهم من المبلغ المالي، وحتى يتأكد من أنهم يمتلكون فيديو مركب خاص به، قاموا بإرساله إليه، مؤكدين له أنهم سينشرون الفيديو على نطاق واسع وبين أصدقاءه. "الشروق" اتصلت من جهتها بالشاب المعني بحادثة الابتزاز، حيث صرّح أنه يعيش حالة نفسية مضطربة منذ وصلته المكالمة الهاتفية، التي أكد بشأنها أن صاحبها كان يتحدث لهجة مغربية، وأن رقم المتصل به من التراب المغربي، كاشفا في سياق حديثه عن هذه الحادثة، أنه تفاجأ عندما وصلته بعض الرسائل الخاصة على هاتفه النقال، تتضمن تهديدات جدية بنشر فيديو فاضح يتضمن صورا وتسجيلات قبل أن تصله مكالمة هاتفية من أحد القراصنة، الذي أخبره أنهم يعرفون عنه كل شيء وأنه رئيس جمعية خيرية، مطالبين إياه بدفع المبلغ المالي. الشاب "عمر .غ. ب" البالغ من العمر 31 سنة حاول ثنيهم عن فعلتهم، بعدما أكد لهم أنه لا يملك المبلغ وأن ظروفه المادية لا تسمح له بتوفير المبلغ المالي، إلا أن القراصنة رفضوا ذلك حسب ما صرح به لنا، كاشفا قي سياق تصريحاته أنه لا "يخشى أي شيء من منطلق أنه رجل" قبل أن يتساءل: "أنا رجل وقد لا يؤثر في نشر هذا الفيديو، ولكن ماذا لو تعلق الأمر بإمرأة؟ " . وحسب المعطيات المتوفرة التي استقيناها من حديثنا مع الضحية، فإن الأمر يبدو أنه متعلق بعصابة إجرامية منظمة تعمل على كسب المال من خلال مثل هذه الممارسات الإجرامية، بعدما تحول المنتسبون إلى مواقع التواصل الاجتماعي عبر شبكة الإنترنت إلى فرائس سهلة في أيدي القراصنة، ممن يبدو أنهم وجهوا اهتماماتهم إلى شرائح واسعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أصبح فعلا يدعو إلى دق ناقوس الخطر وتحسيس مستخدمي هذه الفضاءات عبر الشبكة العنكبوتية بتوخي الحيطة، والحذر ومسح كل ما يتعلق بحياتهم الشخصية بعدما أصبحت العلاقات الشخصية وكل ما يتم تسريبه فيما بين الأشخاص إلى مادة دسمة ومصدر ربح أموال طائلة.