انطلقت رسميا عملية ترميم ثماني بنايات، على أن تشمل أكثر من 200 بناية خلال الأسابيع القليلة المقبلة كمرحلة أولى من مجموع 1816، وهو المشروع الذي يدخل في إطار المخطط الدائم لحماية القصبة، بعدما خصصت له الحكومة 2400 مليار سنتيم وحولت صلاحيات الملف من وزارة الثقافة إلى مصالح ولاية الجزائر. وكشف والي الجزائر عبد القادر زوخ، خلال لقائه بممثلي المجتمع المدني للقصبة العتيقة، أول أمس، أن الهدف من مخطط ترميم المدينة القديمة ليس بإفراغها من أهلها وإنما إشراك أصحاب المنازل والدويرات في العملية. وقال زوخ بعد جولة ميدانية، بمناسبة اليوم الوطني للقصبة، إن إدارته تشجع العائلات المتمسكة بمنازلها القديمة على المشاركة في عملية الترميم والتهيئة من أجل الحفاظ على القصبة العتيقة، وإنه لا يمكن أن تبقى لهذه المدينة "روح" لو أفرغت من ساكنتها المحلية. وأكد الوالي على صرامة الولاية في مراقبة المستفيدين من السكنات في إطار عمليات الترحيل وأن نظام الرقمنة لن يسمح بالتلاعب في السكنات الممنوحة وثمة 53 عائلة رحلت من محيط قلعة الجزائر والتزمت بسكناتها الجديدة، مطالبا الناشطين الجمعويين بالقصبة بضرورة تطبيق القوانين التي تمنع عودة المرحلين إلى بيوتهم المغلقة، خاصة قانون 98-04 الذي يمنع إعادة بيع الدويرات إلى الغرباء كما هو واقع الحال اليوم. وأضاف أن إدارته على وشك اختيار 56 مكتب دراسات تقوم هذه الأخيرة بمهمة اختيار المقاولين الذين سيتكفلون بدورهم بتنفيذ المخطط واحترام الشروط التقنية والفنية للطابع العمراني بالقصبة المصنفة تراثا عالميا من قبل منظمة اليونسكو. وشدد والي الجزائر على ضرورة إشراك أصحاب الحرف في مخطط الترميم والتهيئة وإعادة الروح للقصبة، وطلب من مدير التكوين المهني بالولاية تطبيق الاتفاقية بين التكوين المهني والسياحة التي تضمن للمتخرج بطاقة الحرفي ومحلا تجاريا داخل القصبة ضمن صيغة "أنساج". وأكد مدير التجهيزات العمومية، محمد بركون، خلال شرحه لتقدم أشغال الترميم على مستوى القلعة وملاحقها، أنه سيتم نهاية مارس المقبل جلب قنوات صرف المياه بميزات خاصة تليق بالبناية الجديدة. من جهته، أفاد المكلف بالدراسات والتلخيص على مستوى ولاية الجزائر، أن مصالح الولاية وبعد استلامها ملف القصبة قامت بتقسيم مشروع التهيئة إلى مراحل نظرا لضخامة المشروع وتعقيداته، حيث سيتم في المرحلة الأولى ترميم 2012 بناية تتضمن قصورا ومساجد ودويرات وأماكن تاريخية وهي الأشغال التي تستغرق ما بين 20 و30 شهرا، ليتم الانطلاق في المراحل الأخرى إلى غاية الانتهاء من جميع البنيات البالغ عددها 1816 بناية.