سقطت نخلة ''سي عبد الرحمان النعاس" بسبب الرياح بعد أن عمرت في الأرض لمدة تجاوزت قرنا ونصفا فهذه النخلة يعتبرها سكان منطقة ''الريان'' بالنخلة المباركة و"العجيبة" في نفس الوقت. تجمع العشرات من سكان منطقة "الريان" الواقعة بين بلديتي سيدي بايزيد حاسي العش وكلهم حزن وألم على سقوط "النخلة'' ولم يتمالك البعض الآخر دموعه على هذه النخلة التي عمرت بالمنطقة لمدة تجاوزت القرن والنصف حسب السكان، حيث يعتبرون هذه النخلة بالبركة، فكل من يزور المنطقة المتواجدة على حدود عرش "أولاد العقون وأولاد عبد القادر بالضبط"، ويعتقد سكان المنطقة أن للنخلة طاقة عجيبة ربما قد تشفي الأمراض بإذن الله، لأن من غرسها أحد أولياء الله الصالحين، حيث جاء بها أحد سكان جنوبالجلفة للشيخ كهدية وقام الشيخ سي عبد الرحمان النعاس بغرسها بيده بالقرب من الزاوية التي كان يدرس بها بالمنطقة المتواجدة بالريان. يتداول بين سكان المنطقة أن غرباء حاولوا قطع هذه النخلة الوحيدة المتواجدة بالمنطقة لاعتقادات دينية، حيث قال أحد السكان ان الغرباء أتوا ليلا للمنطقة خصيصا لقطع النخلة، وكانت بيدهم فأس من اجل قطع النخلة من تحت وقاموا بضربها عدة ضربات، لكنهم فروا فزعا من شيء غريب خرج من تلك النخلة وهي الحكاية المتداولة بين أهالي المنطقة، ونوردها على ذمتهم بالطبع، وأضاف أحد السكان أن الغرباء تركوا الفأس في مكانها أي بالقرب من النخلة، واعتبر السكان أن ما حدث هو بركة "الشيخ" الذي غرس النخلة وهي ما منعت قطعها بالفأس، ويتجمع الكثير من سكان المنطقة دائما بالقرب هذه النخلة ''العجيبة" من أجل الترك بها، فيما اعتبرها البعض الآخر تراثا للمنطقة ويجب المحافظة عليها.
سكان المنطقة يحاولون ''إنعاش'' النخلة العجيبة قال سكان منطقة "الريان'' أن نخلة سي عبد الرحمان النعاس كانت تنبت تمرا غير طبيعي ولا يوجد له مثيل، حيث أن تمرها دون علف أو نواة في ظاهرة اعتبرها السكان أنها غريبة ودليل على ''بركة الشيخ'' الذي غرسها بيده، ويؤكد السكان أنه عند نضوج التمر يأتي سكان من أماكن بعيدة جدا من اجل تذوق هذا التمر العجيب ويستعمله البعض في علاج الأمراض المستعصية، حيث يتم توزيعه بطريقة عادية كبركة الشيخ. عند انتقالنا إلى موقع النخلة "العجيبة" لاحظنا الوجوه الحزينة التي لم تستوعب خبر سقوط شجرة "سي عبد الرحمان النعاس"، فالشيوخ لم يصدقوا هذا الخبر الصادم رغم مشاهدتهم لمنظر سقوطها وكأنها ميتة، فيما يحاول البعض "إنعاشها" بوضع ''الذبال'' على جذورها ومحاولة سقي الجذور في مشهد يوحي بحب تلك الشجرة، وبالقرب من الشجرة شيخ بلغ من العمر عتيا تظهر عليه ملامح الحزن والأسى على شجرة عمرت لقرن ونصف. شاب آخر ينفجر بكاء عليها وكأنه فقد عزيزا.