تناشد مئات العائلات القاطنة بالقصر العتيق وهو أقدم حي بمدينة قصر البخاري بالمدية وزير الثقافة ووالي ولاية المدية والسلطات المحلية ضرورة تدخلهم بغية الاعتناء بمعالم الحي وترحيلهم صوب سكنات لائقة وإنقاذهم من خطر السكنات الهشة التي تنهار يوما بعد يوم. اشتكى عشرات سكان القصر القديم من حال هذه البنايات التي يعود زمنها للعهد العثماني خاصة وأنها عتيقة جدا بحيث صارت أجزاء كبيرة من جدرانها وأسقفها تنهار بين الفينة والأخرى وفي أحايين أخرى تنهار كلية لهشاشتها ولعدم تدخل وزارة الثقافة لإدراج الحي ضمن المعالم التاريخية الأثرية التي يمكن الاستفادة منها سياحيا وماديا في ظل التقشف الذي تعانيه بلدية قصر البخاري على وجه الخصوص، وفي سياق ذي صلة أكدت مصادر مطلعة "للشروق" أن ما يربو عن 100 سكن هشّ تم إحصاؤه ضمن الخانة الحمراء ما يتطلب التحرك العاجل لإنقاذ القاطنة من خطر الانهيار المفاجئ علما وأن عديد هذه البنايات المقفرة صارت مرتعا للمنحرفين لتعاطي الممنوعات، كما تحوّلت -يضيف سكان الحي- سكنات أخرى منها إلى وسيلة لبعض الأشخاص "الدخلاء" عن الحي بعد ولوجهم إياها لجعلها كورقة ضغط للحصول على سكن. انشغالات المواطنين لم تتوقف عند هذا الحد بل تعدتها إلى مطالب تنموية أخرى، سيما فيما يتعلق بالنفايات المنتشرة والروائح الكريهة في عديد زوايا الحي، بالإضافة إلى تعمّد كثير من القاطنة إلى رمي الأوساخ وراء السور الكبير وتكدسها بالأطنان ما يتطلب دق ناقوس الخطر لما يفرضه ذلك من تهديد على حياة السكان بالأمراض المزمنة سيما العجزة والأطفال، وأضاف ذات السكان أن مياه الشرب لم تزر حنفياتهم منذ فترة فاقت 20 يوما خاصة وأن عددا كبيرا من العائلات اختلطت مياه الشرب عندهم بمياه الصرف الصحي. وللإشارة فإن بلدية قصر البخاري استفادت خلال 3 سنوات المنصرمة من مشاريع سكنية عديدة بمختلف صيغها لم تستفد منها منذ الاستقلال، أبرزها 3179 سكن اجتماعي بمنطقة فيض لحمر يرتقب توزيعها بعد الانتخابات التشريعية المقبلة، ومشروعي إنجاز 955 وحدة سكنية بصيغة عدل و800 سكن اجتماعي تساهمي.