قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، بعشر سنوات سجنا نافذا في حق المتهم "د. ا"، البالغ من العمر 28 سنة، وهو بنّاء يقطن في سكيكدة، بتهمة جناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة والدعم والإشادة بأفعال إرهابية وتخريبية. المتهم كان خلال أوت 2015، في صفوف الدرك، حسب الملف المحرر من طرف مصالح الأمن، ليربط هذا الأخير اتصالا مع الإرهابي المكنى أبا محمد الفلسطيني، عبر موقع التواصل الاجتماعي" فايسبوك"، وطلب منه مساعدته للالتحاق بتنظيم "داعش"، في سوريا، بحكم أنه قيادي في التنظيم الإرهابي حسب صورته، وبعد أن استفسر منه عن موطنه، أكد له أنه من الجزائر، ليطمئنه القيادي بأنه سيرسل إليه من يتكفل به. وبعد مرور نحو ساعتين استلم على صفحته طلب صداقة من طرف الإرهابي المدعو "أبا محمد الجزائري"، ليكشف له المتهم أنه يريد الالتحاق بالتنظيم الإرهابي "داعش"، وأرسلت إليه بعدها خارطة عن الحدود التركية السورية، لتسهيل عملية سفره من الجزائر نحو تركيا وبالضبط بمنطقة "غازي عنتاب" الحدودية، مخبرا إياه بأنه سيجد من يتكفل به هناك أيضا، ومن ثم إلى منطقة الرقة السورية طالبا منه مساعدته ماديا، ولكن الإرهابي رفض طلبه. وأكد المتهم أنه بعد شطبه من صفوف الدرك خلال أكتوبر 2015، لم يقم بأي اتصال مع الإرهابي "أبي محمد الجزائري"، إلى غاية أواخر مارس من 2016، حيث قام باقتناء هاتف جديد وبعد فتحه للموقع الخاص به وجد عدة رسائل من طرف ذات الإرهابي، وبعد أن اطلع عليها وجد طلب مساعدة من هذا الأخير، ليقوم بمراسلته عن طريق تطبيق "الانستغرام"، ليطلب من المتهم تقديم يد المساعدة لإرهابيين بمنطقة تمالوس بسكيكدة، ثم عرض المتهم على الإرهابي الذي كان في حاجة إلى المال والسلاح طريقة سهلة للحصول عليه وهي تزوير العملة الوطنية ليوافق دون تردد، إلى جانب معرفته الجيدة بصناعة المتفجرات والأسلحة والإعلام الآلي بحكم عمله لمدة أربع سنوات في جهاز الدرك، فضلا أيضا عن فقهه في الشريعة الإسلامية، مضيفا أنه طلب منه أيضا التنسيق مع المدعو الإمام أحمد الشافعي المعروف ب"بازارت"، الذي كان ينشط في سكيكدة، ليتمكن بعد 10 أيام من ربط الاتصال به، وقد قام دون تردد بإرسال مخططات وصور توضيحية عن كيفية صنع المتفجرات، مقترحا خططا هجومية كانت مبرمجة لتفجير منشآت بترولية وميناء سكيكدة ومولدات كهربائية بالمدينة، وهي العملية التي رفضها الإرهابي كونها تتطلب تعدادا بشريا وماليا ومتفجرات.