أقدم شاب في العقد الثالث من العمر، الجمعة، على رمي محتويات دلو مليء بالبنزين، بداخل مسجد عمر بن الخطاب، ببلدية بجن، على بعد 80 كلم عن مدينة تبسة، وقت صلاة الجمعة، وأضرم النار بواسطة ولاعة وسط دهشة وهلع المصلين الذين قصدوا الجامع ككل يوم جمعة، بأعداد كبيرة، ثم لاذ بالفرار، إلى وجهة مجهولة. أصيب في الحادثة، حسب إحصاءات أولية وردت إلينا من مصادر صحية، ما لا يقل عن 23 شخصا من بينهم من أصيبوا بحروق من الدرجة الثالثة من بينهم رئيس البلدية الذي كان يؤدي الفريضة، رفقة خمسة أطفال دون سن الثالثة عشرة، وإضافة إلى الحروق ثم مصابون تعرضوا لكسور بسبب التدافع خلال الفرار والهلع الذي انتابهم، وتم نقل البعض منهم إلى مستشفى الشريعة بذات الولاية، لتلقي العلاج في الوقت الذي تم تحويل 17 حالة تتعلق برئيس البلدية والأطفال الخمسة وبالغين إلى مستشفى خنشلة ووصفت حالة رئيس البلدية وطفل آخر بالخطيرة. وعلى الفور باشرت عناصر الدرك الوطني ببلدية بجن، في تحقيقاتها، حيث تم توقيف المتهم، بعد ساعة من الحادثة فقط، والذي تبين أنه مسبوق قضائيا في قضايا الاعتداء على المواطنين داخل محلاتهم التجارية وفي قلب مساكنهم، وقيل إنه قام بفعلته بغرض انتقامي من أحد الأشخاص كان بداخل المسجد، حيث فتح معه تحقيق حول ملابسات الجريمة، التي هزت المنطقة والمصلين الذين أصيبوا بذعر كبير، خاصة أثناء محاولاتهم الخروج بالتدافع من المسجد، الذي أديت فيه صلاة الظهر، بدلا من صلاة الجمعة، بعد أن غادر غالبية المصلين الجامع، كما لاحظت "الشروق" جموع المصلين يؤدون صلاة العصر خارج الجامع الذي بقي مطوقا برجال الدرك الوطني. وشكلت هذه الحادثة الأولى من نوعها بمساجد ولاية تبسة جدلا واسعا، وتساؤلات متعددة، في وقت أكد مدير الشؤون الدينية بالولاية للشروق التي اتصلت به بعد صلاة الجمعة، أنه أرسل الجمعة، لجنة تحقيق وتقص، إلى عين المكان لمعرفة خلفيات الحادث، الذي قد يكون فاعله - حسبه - شخصا مصابا باضطرابات نفسية، وعكس ما تداوله البعض بعد الحادثة عن كونه متشيّعا حاول استفزاز المصلين في جامع يحمل اسم الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب، خاصة أن الولاية شهدت حادثة في مقبرة المدينة عندما قدمت سيارة بها امرأة وشابان، وقاموا بقذف عمر بن الخطاب وأم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر أمام زوار المقبرة.