شهدت المنطقة المحيطة بقاعدة "تمنهنت" العسكرية (جنوب ليبيا)، اشتباكات متقطعة، الثلاثاء، بين "القوة الثالثة" التابعة لكتائب مصراتة، الموالية لحكومة الوفاق الوطني (المعترف بها دولياً) المسيطرة على القاعدة الجوية وقوات الفريق خليفة حفتر التي تحاول السيطرة على القاعدة. وقال محمد اقليوان، مدير المكتب الإعلامي ل"القوة الثالثة": "إن الاشتباكات المتقطعة تتم بالأسلحة الثقيلة من مسافات بعيدة". وأضاف اقليوان: "أن قوات حفتر تقوم بقصف قاعدة تمنهنت الجوية بشكل عشوائي منذ ساعات الصباح الأولى، ما تسبب في وقوع خسائر كبيرة لمرافق المطار المدني"، مشيراً إلى أن "القصف تسبب في إحراق أربعة منازل للمدنيين بعد سقوط القذائف على الأحياء السكنية وهو ما سبب شللاً تاماً للحركة بالمنطقة". وقال مدير المكتب الإعلامي للقوة الثالثة، إن قوات حفتر، خرقت الهدنة التي تم التوصل إليها، السبت الماضي، بوساطة من وفد الأمازيغ. ولم يتسن الحصول على رد من قوات حفتر أو من قوات اللواء 12 الموالية لها والمتمركزة في قاعدة براك الشاطئ الجوية، والتي تخوض المعارك في محيط قاعدة تمنهنت. وكان وفد من أمازيغ ليبيا توصل، السبت، إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار بين قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني، وأخرى تابعة لخليفة حفتر جنوبي البلاد. وتعتبر "تمنهنت"، أكبر قاعدة عسكرية في الجنوب الليبي، حيث تضم مرافق صيانة وتصنيع بعض قطع غيار الطائرات الخفيفة، بالإضافة إلى منطقة سكنية لعمال القاعدة وعائلاتهم، كما يتم استغلالها أيضاً كمطار مدني بديلاً عن مطار سبها المغلق منذ 2015. وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي وفوضى أمنية منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي؛ ما يجعل العديد من مناطق البلاد تشهد بين الحين والآخر أعمالاً قتالية بين القوى المتصارعة على السلطة، لا سيما في طرابلس غرباً، وبنغازي شرقاً، وسبها جنوباً.