كل المؤشرات توحي بأن الأمور ستتعقد مستقبلا أكثر فأكثر ببلدية أوقاس في بجاية، إن لم تتدخل السلطات العليا للبلاد من أجل إعطاء الثقافة حقها بهذه البلدية الساحلية، بسبب تواصل مسلسل منع إقامة المحاضرات التي تبرمج كل نهاية أسبوع ضمن سلسلة اللقاءات الأدبية سواء بالمركز الثقافي أو بالمكتبة البلدية لأوقاس. وتضاف هذه الخطوة إلى عديد المحاضرات التي تم منعها مؤخرا لأسباب وغير مقنعة أبرزها تلك المتعلقة بالكاتب والباحث يونس عدلي، هذا الأخير الذي أجبر لإلقاء محاضرته وبيع كاتبه الأخير بالإهداء في مقهى غير بعيد عن المركز الثقافي، المكان الذي برمجت فيه المحاضرة قبل أن يتم منعها، فقد رفضت مرة أخرى مصالح دائرة أوقاس الترخيص لمحاضرة برمجت بالمكتبة البلدية، وذلك بمناسبة احتفاليات الربيع الأمازيغي تتمحور حول حياة المطرب القبائلي "الوناس معطوب" الذي اغتالته أيادي الغدر يوم 25 جوان 1998 بتيزي وزو، من إلقاء الكاتب "ياسين هباش" هذا الأخير الذي أجبر هو الآخر على إلقاء محاضرته بنفس المقهى الذي استقبل الكاتب عدلي والسبب يعود حسب مصادرنا دائما إلى قرب مكان انعقاد هذه المحاضرة بالمركز الثقافي، هذا الأخير الذي تم تسخيره للحملة الانتخابية الخاصة بتشريعات الرابع ماي المقبل رغم بعدهما، وهو السبب الذي يراه مثقفو وجمهور هذه المواعيد الأدبية، بمثابة إهانة لهم وللثقافة على حد سواء، بل أكثر من ذلك فحسب معلومات "الشروق" فإن مصالح ذات الدائرة قد رفضت منح وصل استلام الطلب المقدم من طرف الجمعية الثقافية التي تبرمج المقهى الأدبي، وهو ما يتنافى مع القانون الذي يجبر كل الإدارات بتقديم وصل الاستلام. والغريب أن محاضرة الكاتب عدلي التي منعت بأوقاس تم تنظيمها لاحقا بأقبو بنفس الولاية "بجاية". يحدث هذا رغم تعليمة والي الولاية التي أصدرها بتاريخ 13 مارس الفارط، والتي دعا من خلالها رؤساء الدوائر بتخصيص برنامج ثري بمناسبة ذكرى الربيع الأمازيغي، ملحا في نفس الوقت على ضرورة برمجة محاضرات تماشيا وهذه الذكرى لإخراجها من الطابع الفلكلوري، لكن على ما يبدو فإن مصالح دائرة أوقاس قد ضربت هذه التعليمة عرض الحائط مفضلة عدم الترخيص لأي محاضرة يتم برمجتها رغم أنها تقام في نهاية المطاف بمقهى شعبي على بُعد أمتار من المركز الثقافي والمكتبة البلدية، للإشارة فقد تم منع محاضرة أخرى قبل أسبوع للكاتبة "رانيا أوادين" تخليدا لروح الكاتب "نبيل فارس" والحجة المقدمة أن المركز الثقافي قد تم تخصيصه للحملة الانتخابية رغم أن ذات المركز كان فارغا في ذلك اليوم.