تعرف، هذه الأيام، أسعار اللحوم بنوعيها، إلى جانب مادة التمر، واسعة الاستهلاك خلال شهر الصيام، ارتفاعا ملحوظا، وبفارق زيادة يتجاوز في جل المحلات والأسواق الشرعية بوهران نسبة ال20 بالمائة، مقارنة بما كانت عليه قبل حوالي شهر تقريبا، الوضع الذي ينبئ بالتهابها أكثر، مطلع شهر جوان المقبل. أسعار اللحوم، خاصة البيضاء منها، بدأت تعرف تصاعدا طرديا في حدود 5 دنانير إلى 10 دج كل يوم تقريبا، وهذا منذ الشهر الماضي، ما يؤشر إلى تكرار سيناريو الموسم الفارط، عندما بلغت أسعار هذه المادة ذروتها، الصيف الماضي، وناهزت سقف ال450 دج للكيلوغرام الواحد، وهي تتراوح حاليا، طبقا لما هو مشهر به في غالب القصابات بمدينة وهران، ما بين 320 دج إلى 350 دج للكيلوغرام، ومرجحة أن تقفز إلى 400 دج عشية رمضان، بعد ما كانت قد عرفت أدنى مستوياتها، شهر فبراير الفارط، بعد أن انهارت إلى 200 دج في سوق الحمري وقمبيطا، ونفس الأمر يحدث مع أسعار اللحوم الحمراء، التي تعرف هي الأخرى تزايدا، رغم الحديث عن عودة ظهور مرض الحمى القلاعية الذي يستهدف المواشي في بعض المناطق الرعوية داخل الوطن، والتأكيد خاصة على اكتشاف بؤر إصابة في كل من ولايتي غليزان والبيض بغرب البلاد، إذ أنها قفزت في الآونة الأخيرة فقط إلى 1300 دج بالنسبة للحم العجل، مثلما تتراوح ما بين 1500 إلى 1600 دج للكيلوغرام الواحد من لحم الضأن، وقد كان قبلا في حدود 1400 دج. أما بالنسبة لثاني أكثر مادة استهلاكية خلال شهر رمضان، وهي التمور، فإنه بالرغم من الشروع في إغراق السوق الوهرانية بها، هذه الأيام، إلا أن أسعارها لا تزال تلهب الجيوب، ويعجز ذوو الدخل المتوسط عن اقتنائها، بما فيها النوع المجمد، فبعد أن ظلت طيلة الصيف الجاري من ضمن الفواكه التي لها زبائنها الخصوصيين، بسعر لم يكن يقل عن 800 دج للكيلوغرام بالنسبة لتمر العرجون، فإنها حاليا تواصل ارتفاعها المجنون، الذي يقدر حاليا ب 1000 دج في بعض المحلات. في المقابل، يسجل على مستوى فضاءات البيع غير الشرعي بوهران، استغلال بعض الباعة غلاء الأسعار في الأسواق المغطاة، وإقدامهم على تحويل زبائن هذه الأخيرة صوب طاولاتهم، التي أضحت تعج هذه الأيام بعرض تمور المبردات وشتى منتجات اللحوم والأحشاء الناتجة عن ظاهرة الذبح غير الشرعي، كما يلاحظ أنها أضحت تضيف إلى جانب عرضها لهياكل وأنصاف ذبائح الخرفان المعلقة والمحاطة بأغلفة السلوفان، بيعها لكميات كبيرة من لحوم الدجاج المفرومة، وشرائح الديك الرومي، ومختلف أنواع قضبان الكاشير وغيرها من مشتقات اللحوم، وكأن الأمر يتعلق بمحلات جزارة لكل المتطلبات.