بعد يومين مرهقين في السعودية يسافر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى فلسطينالمحتلة، الاثنين، في محاولة لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة بزيارتين للقدس والضفة الغربية. وعلى مدى يومين سيجتمع ترامب على نحو منفصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس ويزور الأماكن المقدسة. وسيصلي، الاثنين، في القدس عند الحائط الغربي ويزور كنيسة القيامة. وفي جولته الخارجية الأولى منذ أن تولى منصبه في جانفي تظهر على ترامب بالفعل علامات الإرهاق من جدول أعمال متخم. وتنتهي الجولة التي تستغرق تسعة أيام في الشرق الأوسط وأوروبا، السبت، بعد زيارات للفاتيكان وبروكسل وصقلية. وخلال خطابه في الرياض، الأحد، دعا ترامب الزعماء العرب والمسلمين إلى توحيد صفوفهم وتحمل نصيبهم لإلحاق الهزيمة بالإسلاميين المتشددين وأشار إلى "التطرف الإسلامي" على الرغم من أن مقتطفات سابقة من الخطاب نقلت عنه قوله "تطرف الإسلاميين". وألقت مسؤولة في البيت الأبيض باللوم على شعور ترامب بالإجهاد قائلة للصحفيين إنه "مجهد فحسب". وفي ليل الأحد، بعد يوم طويل من أحداث تأخر منها الكثير، لم يحضر ترامب منتدى مع الشباب كان يفترض أن يكون آخر أنشطته في اليوم وأرسل ابنته إيفانكا لتحل محله. ولقي ترامب ترحيباً حاراً من الزعماء العرب الذين ركزوا على رغبته في القضاء على نفوذ إيران في المنطقة الأمر الذي افتقدوه في سلفه الديمقراطي باراك أوباما. ومثل الاستقبال الحار تبايناً مع الصعوبات التي يواجهها ترامب في الداخل حيث يكافح من أجل احتواء فضيحة متفاقمة بعد إقالته لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي قبل نحو أسبوعين. محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة تعهد ترامب بفعل كل ما هو ضروري للتوسط في السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكنه لم يعط مؤشراً يذكر عن كيف سيتمكن من إحياء المفاوضات المتوقفة منذ فترة طويلة. وعندما اجتمع مع عباس في وقت سابق هذا الشهر في واشنطن امتنع تقريباً عن إلزام إدارته صراحة بحل الدولتين، أساس السياسة الأمريكية منذ فترة طويلة، للصراع المستمر منذ عقود. وعبر بعض الفلسطينيين عن خيبة أملهم بسبب ذلك. وامتنع ترامب أيضاً عن النقل الفوري للسفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وهي خطوة طالما طالبت بها سلطات الاحتلال. وقال مسؤول كبير في الإدارة لوكالة رويترز للأنباء الأسبوع الماضي، إن ترامب لا يزال ملتزماً بالعهد الذي قطعه على نفسه خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة في نهاية المطاف لكنه لم يخطط لإعلان هذه الخطوة أثناء جولته. وأضاف المسؤول: "نجري مناقشات جيدة جداً مع جميع الأطراف ومادمنا نرى ذلك يحدث فإننا لا نعتزم القيام بأي شيء نعتقد أنه يمكن أن يخل بهذه المناقشات". والأحد، سمحت سلطات الاحتلال بتقديم بعض التنازلات الاقتصادية للفلسطينيين. وقال بيان للحكومة: "وافق مجلس الوزراء الأمني على إجراءات اقتصادية تيسر الحياة المدنية اليومية في السلطة الفلسطينية بعد أن طلب ترامب رؤية بعض خطوات بناء الثقة". واستغل ترامب زيارته للرياض لتعزيز علاقات الولاياتالمتحدة مع الدول العربية والإسلامية وإعلان بيع أسلحة للسعودية بقيمة 110 مليارات دولار كما بعث برسالة قوية إلى إيران. وفي خطابه الذي حضره عشرات من قادة الدول العربية والإسلامية خفف ترامب من لهجته الحادة المناهضة للمسلمين خلال حملته الانتخابية العام الماضي وحاول تعزيز التعاون للتصدي للإسلاميين المتشددين. وقال ترامب: "لن يكون هناك مستقبل أفضل إلا إذا طردت دولكم الإرهابيين وطردت المتطرفين".