العطل المرضية في رمضان للبيع

عمال وعاملات يقبلون وسط تساهل الأطباء الخواص

يُفضِّل كثير من الجزائريين الاستفادة من عطلتهم السنوية خلال شهر رمضان المعظم، غير آبهين بتضييع فترة استراحتهم خلال شهور الصيف خاصة من الجنس اللطيف. وفيما تبرر النساء الموضوع، بتفرّغهن للطبخ وتنويع الأطباق، خاصة وأن غالبية الأزواج معروفون بعصبيّتهم في رمضان، ما يستدعي مسايرتهم من طرف زوجاتهم، حتى ولو اقتضى الأمر الاستفادة من العطلة السنوية في رمضان. فيما يعتبر الصيام لبعض الرجال العاملين خاصة المتعودون على "شرب القهوة والدخان" عبئا كبيرا، لا يحلّ إلاّ بالخلود لراحة تامة والابتعاد تماما عن أجواء العمل.
والإشكال المطروح، أنّ بعض الموظفين والموظفات سبق أن استهلكوا عطلتهم السّنويّة، ولم يبق أمامهم من حلّ سِوى البحث عن عطلة مرضية ولو كذِبا.
وهو ما أكّده لنا الطبيب العام، مقران سمير من بلدية جسر قسنطينة، فحسبه كثير من مرضاه قصدوه في الأيام الأولى من رمضان باحثين عن عطلة مرضية، فبعضهم يحتاج فعلا للخلود للراحة في رمضان بسبب تعقيدات صحية تصيبهم، أما آخرون فيتحايلون. ولكن حسب تصريحه "أنا لا أحرر لأي كان شهادة مرضية، إلا في حال أثبتت التحاليل الطبية والأشعة التصويرية، أنه يعاني فعلا من مرض يمنعه من الحركة والإجهاد في شهر الصّيام". وحتى ولو حرر الطبيب شهادة مرضية، فحسبه "لن تتعدى مدتها 3 أيام غالبا".
ويؤكِّد المختص، بوجود متحايِلين يستفيدون من أكثر من عطلة مرضية في رمضان، إذ يستحيل أن يستفيد شخص معافى من عطلة لأكثر من 15 يوما كاملا حتى ولو بالتواطؤ مع طبيب معين في ظل تشديد إجراءات الاستفادة من العطل المرضية بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي "الكناس"، تصل حتّى مساءلة الطبيب الذي منح العطلة المرضية. ومع ذلك يتحايل بعض الموظفين، عن طريق الاستفادة من عطلة مرضية خاصة خلال الثلاثة أيام الأولى من رمضان والثلاثة أيام الأخيرة، والتي يجمعونها مع عطلة عيد الفطر.