تشهد مراكز البريد خلال هذه الأيام الأخيرة التي تسبق العيد وعطلة نهاية الأسبوع توافدا كبيرا للمواطنين، حيث شكلت الطوابير وطول ساعات الانتظار ديكورا يوميا رسم معاناة ملايين المتقاعدين والموظفين في سحب الأجور والمعاشات، التي تم دفعها في وقت واحد، ما تسبب في أزمة خانقة جعلت من الإقبال على مراكز البريد الشغل الشاغل للمواطنين منذ الساعات الأولى من الصباح وإلى الليل. متقاعدون كبار السن لا يحتملون طول الانتظار.. موظفون على عجلة من أمرهم ونساء يصطحبن أطفالهن الرضع للإفلات من الطوابير، هي صور يومية في مراكز البريد خلال الأيام الأخيرة التي تسبق عيد الفطر، تسببت في مشادة كلامية بين المواطنين فالكل يحاول المرور أولا، فلم تعد تذاكر الانتظار تصلح لتنظيم التوافد الكبير للمتقاعدين والعمال على مراكز البريد، بسبب تفضيل الكثير طرقا ملتوية لسحب "الشهرية"، فهذا يدعي المرض وذاك يستعمل الوساطة وآخر يتحجج بكبر السن، فتزامن عيد الفطر مع بداية الأسبوع ودفع الرواتب والمعاشات وسط الأسبوع الجاري أسهم في تزايد الإقبال على مراكز البريد. ومن خلال جولة ميدانية قادتنا إلى مختلف مراكز البريد في العاصمة، وقفنا على الطوابير والتدافع التي لم يخل منها أي مركز بريد، وبالرغم من إعلان مؤسسة بريد الجزائر فتح مراكز البريد في الليل، غير أن أغلب المواطنين يفضلون سحب أجورهم ومعاشاتهم في المساء ليتفرغوا في الليل للعبادة والتسوق وصنع الحلويات. ولجأت بعض مراكز البريد إلى طرق عملية لتنظيم المواطنين على غرار ما أقدم عليه عمال مركز البريد في بلدية محمد بلوزداد، حيث خصصوا جناحا للرجال وآخر للنساء لتفادي الاختلاط والتدافع. وفي مركز البريد في بلدية القبة تم الاستعانة بالمصرف الآلي الذي شهد طوابير لا متناهية داخل مركز البريد. وفي مركز البريد الواقع في بلدية حسين داي تحصلنا على تذكرة تحمل رقم 520 في منتصف النهار، حيث وصل الدور حينها عند الرقم 145 وهذا ما يعني أننا مضطرون إلى انتظار 300 مواطن من أجل سحب الأجرة، وهذا ما يعني انتظارنا على الأقل خمس ساعات.