شكل موضوع نشر صور وفيديوهات ما يعرف بالطريقة «الكركرية» الصوفية، مادة دسمة لتحريك الشارع على مستوى ولايات غرب الوطن، لاسيما بوهرانومستغانم، على خلفية تمكن أتباع هذه الطريقة التي ظلت إلى غاية الساعات الأخيرة غريبة عن الجزائريين، من الوصول إلى مستغانم، قادمين من المملكة المغربية، حيث قرروا المكوث «ليس للاستجمام» وإنما بغرض «الدعوة» فسعوا دون أي رقيب، إلى العمل على نشر الطريقة وسط الشباب ومريدي بعض الزوايا. كشفت بعض الفيديوهات التي نشرت بمواقع التواصل الاجتماعي وقناة «يوتوب» الخاصة بالطريقة «الكركرية» نجاح المجموعة التابعة لها التي حلت بمستغانم في استدراج عدد من الأتباع الجزائريين، وعلى رأسهم المدعو «موسى بلغيث»، وهو شاب في الثلاثينات من العمر، قام بتسجيل شريط مصور له بداخل إحدى الزوايا وهو يلبس لباس الطريقة «المزخرف بالألوان»، ويلقي مداخلة استغرقت 23 دقيقة كاملة، يحاول من خلالها تقديم أسباب التحاقه وتبنيه للطريقة، في محاولة لكسب المتعاطفين وإقناعهم بتبني أفكار هذه الطريقة «الصوفية». كما نشر أتباع الطريقة «الكركرية» وبتركيز كبير على الجزائر، مداخلة أخرى لشخص يدعى «الفقير بورحلة» يعود تاريخ تسجيلها ليوم 23 جانفي 2015، قدم فيها أسباب التحاقه بالطريقة، التي سبق إتباعها حسبه أن زاروا ولايتي وهرانومستغانم. وتم في إطار حملة الترويج للطريق أيضا، نشر شهادات أخرى لشاب جزائري يسمى عادل، عرفه الموقع على أنه مهندس معماري، وهو يتحدث في التسجيل عن فضائل الطريقة «الكركرية» ويروي تجربته الخاصة معها وكيفية التحاقه بها، ودعوته الشباب لإتباعها، وهو ما تحدث عنه كذلك المدعو «عبد الرحمان» و»حاج علي» و»قاسم بناني» من الجزائر، «الذين زعموا أن كانت لهم رؤى أثبتت لهم صحة الطريقة التي يطلق على كل من التحق بها تسمية «فقير». أتباع الطريقة لم يكتفوا بنشر شهادات للأتباع من الرجال، بل وسعوا حملة الترويج للفئة النسوية، حيث قدموا شهادات امرأة من أتباعهم تتحدث عن كيفية الالتحاق بالطريقة وتؤكد اتساع رقعة المنتسبين من النساء. الزاوية العلوية بمستغانم:لا علاقة لنا ب«الكركريين» وطقوسهم وحول انتشار أتباع هذه الطريقة الغريبة على مستوى ولاية مستغانم، اتصلت «المساء» بالمكلف بالإعلام على مستوى الزاوية العلوية بالولاية بن تونس مولاي، الذي أكد أن «الطريقة الكركرية التي ظهرت مؤخرا بالجزائر، وأخذت من ولاية مستغانم مكانا لممارسة نشاطاتها، لا علاقة لها بالطريقة العلوية ولا بالصوفية». وأوضح بأن مبادئ الطريقة العلوية واضحة ومعروفة، وهي مبنية على الطريقة المحمدية وتتسم بهوية جزائرية أصيلة، مؤكدا بأن نشاطات الزاوية معروفة للجميع وبلغت العالمية. ولفت محدثنا الانتباه إلى أن الزاوية العلوية لمستغانم، صاغت بيانا توضيحيا حول مزاعم أصحاب الطريقة الكركرية وادعائهم بالانتماء إلى الطريقة العلوية واستقبالها من طرف الزاوية. وحول خصوصيات هذه الطريقة الغريبة، كشف المتحدث بأنها أخذت تسميتها من مؤسس الطريقة الدرقاوية سيدي مولاي العربي الدرقاوي، الذي تمتد أصوله لمنطقة جبال كركار بالمغرب وبالضبط بمنطقة ابن زروالة، وهو ما يحاول أصحاب هذه الطريقة حسبه تبنيه بأخذ موقع نشأته اسما الطريقة إلى جانب اللباس المميز الذين يرتدونه. فهذا اللباس يعود أصله حسب بن تونس إلى كون أتباع الطريقة الدرقاوية كانوا في الجبال متصوفة وهم يلبسون ألبسة عبارة عن عباءات قديمة، تقطعت وتمزقت مع مرور الوقت، فقاموا بخياطة رقع فوقها لتتحول إلى ملابس مملوءة بالرقع، ذات الألوان المختلفة وهو ما يبرر لجوء أتباع هذه الطريقة اليوم إلى ارتداء جلابيب بألوان مختلفة ترمز للرقع التي كانت موجودة بلباس السابقين من أتباع الطريقة الدرقاوية. وخلص محدثنا إلى أن التصوف الحقيقي مبني على التربية الروحية، وليس على اللباس، مشددا على أن المرجعية الأولى لكل الطرق الدينية هو سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيه الله تعالى «وإنك لعلى خلق عظيم». مدير الشؤون الدينية لولاية وهران: لا نعلم أي شيء عن أتباع «الكركرية» ولباسهم الغريب من جهته، كشف مدير الشؤون الدينية لولاية وهران مسعود عمروش في تصريح ل»المساء»، أن المزاعم التي يرددها أتباع ما سمي الطريقة الكركرية لتبرير وجودهم وانتشارهم، لا أساس لها من الصحة، حيث يدعي هؤلاء بأنهم، «أتباع طريقة صوفية شاذلية درقاوية، لكن المثير للغرابة هو أنهم يلبسون لباسا ملونا غير موجود في أية طريقة أخرى معروفة ضمن الطرق الصوفية». وأضاف مدير الشؤون الدينية بأن مصالحه، لا تعرف الكثير عن هذه الطريقة التي ظهرت حاليا بالجزائر، والتي تم اكتشافها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أنه لم يتم تسجيل أي نشاطات لهذه الطريقة بولاية وهران، حيث تستدعي أي ممارسة للعمل الدعوي بالولاية إلزاما طلب رخصة من الجهات المختصة. وإن كان مدير الشؤون الدينية لوهران قد أكد عدم تأدية أتباع الطريقة الكركرية لأي نشاط دعوي، على مستوى هذه الولاية، إلا أن استمرار تواجد أتباع الطريقة بمستغانم ونشرهم لشهادات الملتحقين الجدد من أبناء الولاية، أثار حالة قلق كبيرة لدى العديد من رواد التواصل الاجتماعي من فئة الأساتذة والمختصين، الذين طالبوا بتدخل السلطات، لوقف امتداد هذه الطريقة التي يسعى مريدوها لإنشاء زاوية خاصة بهم بولاية مستغانم، لاسيما مع سرعة الترويج للطريقة وجرأة اتباعها الذين تبين الشهادات المصورة بأنهم يتصرفون بحرية تامة، ما يدل على مساعي حثيثة للاستقرار بمنطقة مستغانم التي تعتبر، مهد الطريقة الدرقاوية. للإشارة، فإن المعطيات المتاحة حول أصل الكركريين تشير إلى أن هذه الطريقة المستحدثة، تنتسب إلى المغربي محمد فوزي كركري، وهو من مواليد 1974 بمدينة مسمان المغربية، ويمارس أتباعها الحضرة والخلوة بارتداء ملابس بمربعات ملونة، فيما يضع شيخ الطريق 6 سبحات خشبية بنية اللون كقلادات على صدره. algerie#Algeria#الجزائر